القلادة الثانية والعشرون
الحجاب ستر، قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر » فاحبي ما أحبه الله- عز وجل-.
وتأملي في حال من تربت في بيت النبوة، قالت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس: "إني استقبح ماتصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها" تقصد إذا ماتت ووضعت بين الناس- رضي الله عنها-.
قالت أسماء: يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: "ما أحسن هذا وأجمله، إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد".
قال يحيى بن جعدة: "إذا رأيت الرجل قليل الحياء، فاعلم أنه مدخول في نسبه ".
القلادة الثالثة والعشرون
أبشري بدعاء المسلمين لك، خاصة إذا رأوك بذلك الحجاب تتعبدين لله- عزوجل-، ولقد ظهرالدعاء في صلاة التراويح، وعلى المنابر، وفي هجعة الليل، فلتقر عينك. فإن الحجاب الشرعي علامة على العفيفات.
ذكر ابن بطوطة أن أحد الخلفاء العباسيين قد غضب على أهل (بلخ)، فبعث إليهم من يغرمهم الغرم، فأرسلت إلى الخليفة امرأة غنية ثوباً لها مرصعاً بالجواهر، صدقة عن أهل بلخ لضعف حالهم، فذهب به الموفد إلى الخليفة، وألقاه بين يديه، وقص عليه القصة، فخجل الخليفة وقال: ليست المرأة بأكرم منا، وأمر برفع الغرم عن أهل بلخ، وبرد ثوبها عليهما، فلما رجع إليها الموفد بثوبها سألت: أوقع بصر الخليفة على هذا الثوب؟ قال: نعم، قالت: لا ألبس ثوبا أبصره غير ذي محرم مني، وأمرت ببيعه، فبني منه المسجد والزاوية ورباط في مقابلته، وفضل من ثمن الثوب مقدار ثلثه، فأمرت المرأة بدفنه تحت بعض سواري المسجد؛ ليكون هناك متيسر إن احتيج إليه أخرج.
القلادة الرابعة والعشرون
قلادة طهارة وعفة.. تتمناها كل امرأة.. وتسعى لها كل فتاة.. الحجاب: داع إلى طهارة القلب للمرأة والرجل، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات، قال- تعالى-: { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [الأحزاب: 53].
وفي الحجاب الشرعي صيانة لنفسك عن ضعفها وتسلط الهوى والشيطان عليها، فقد يكون في تبرجك زلة قدم تندمين عليها، فالفتن متلاطمة ومن استشرف لها أخذته.
القلادة الخامسة والعشرون
حجابك يا عفيفة: يدفع الشرور والمصائب بطاعة الله- عز امتثال أمره، فإن المعاصي تزيل النعم، وتجلب النقم،فال تعالى-: { كلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } [ العنكبوت: 40].
القلادة السادسة والعشرون
قلادة إيمانية تكسوها المهابة والعزة.. المسلمة تعلم أن الحجاب إيمان، فقد خاطب الله- عز وجل- المؤمنات: { وقل للمؤمنات } و { نساء المؤمنين } فمرحى لك أن يخاطبك الله بهذا الاسم الجميل، وهذه الصفة العظيمة.
القلادة السابعة والعشرون
يا أخية: بالتزامك بالحجاب تخرجين- بإذن الله- من دائرة من يدعو عليهم المسلمون ممن في قلوبهم مرض، ومن المرجفين الذين يريدون بالمسلمة وحجابها شراً، وبالمجتمع تفسخاً وانحلالاً.
القلادة الثامنة والعشرون
الحجاب فضيلة، وفي إشاعة اللباس الشرعي في المجتمع إظهار للعزه، ونشر للعفاف، ودحر للرذيلة. دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- عليهن ثياب رقاق فقالت: " إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به".
القلادة التاسعة والعشرون
البعد عن أذى الفسقة والمنحرفين، وقد تكونين صالحة، لكن المظهر يوحي لهم بعكس ذلك، فيسعون إلى النيل منك. وكما أن اللحية مظهر واضح للرجل المستقيم، وتذب عنه من المشاكل، فإن الحجاب مظهر واضح للمرأة العفيفة، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن.
القلادة الثلاثون
في لباس الحجاب إذكاء لغيرة الرجل والمحافظة عليها. قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج- أي الرجال الكفار من نعجة- في الأسواق، ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار".
القلادة الواحدة والثلاثون
لبس الحجاب الطاعة والامتثال والتواضع والبعد عن الخيلاء والكبر؛ لأن في لبس عباءة غير محتشمة خيلاء وكبراً، فكل يوم تبحث عن موضة؛ لتباهي بها صويحباتها وتسعى وراء إرضاء غرورها. قال صلى الله عليه وسلم: « ... وما تواضع أحد لله إلا رفعه » [رواه مسلم] وقال صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » [رواه مسلم].
القلادة الثانية والثلاثون
أبشري يا عفيفة: بوعد ممن خلقك ورزقك بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة { فلنحيينه حياة طيبة } [ النحل:97] ومنها إن الله يرزقها- بإذنه- زوجاً صالحاً تعيش معه حياة سعيدة؛ لأنها بفعلها تظهر الطهارة والعفة قال- تعالى- { والطيبون للطيبات } [النور:26]. وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: « عليك بذات الدين تربت يداك » وأذكر أن امرأة أرادت أن تزوج أخاها، فذهبت إلى مصلى الكلية، وقالت: الصفوة هنا، واختارت إحداهن له فنعم بها حالاً وقربها نفساً.
القلادة الثالثة والثلاثون
بالحجاب تنالين الحياة الطيبة الهنية التي تقر بها العين، وينشرح بهما الفؤاد، ثم أعظم من ذلك الجزاء الأوفى، قال -تعالى- : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } [النحل: 97]. الحسن: "الرجل يرى زوجته وولده مطيعين لله- عز وجل وأي شيء أقر لعينه من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله - عز وجل-؟ ".
القلادة الرابعة والثلاثون
يا مؤمنة.. بشرك الله بالجنة وجعلك من أهلها.. فالحجاب طاعة لله- عز وجل- ولذا فهو من أسباب دخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى". قالوا: يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى » [رواه البخاري].
قال أبو عياش القطان: "كانت امرأة بالبصرة متعبدة يقال لها منيبة، وكانت لها ابنة أشد عبادة منها، فكان الحسن ربما رآها، وتعجب من عبادتها على حداثتها.
فبينما الحسن ذات يوم جالساً إذ أتاه آت فقال: أما علمت أن الجارية قد نزل بها الموت.
فوثب الحسن، فدخل عليها، فلما نظرت الجارية إليه بكت، فقال لها: يا حبيبتي مايبكيك؟
قالت له: يا أبا سعيد التراب يحثى علئ شبابي، ولم أشبع من طاعة ربي، يا أبا سعيد انظر إلى والدتي وهي تقول لوالدي: احفر لابنتي قبراً واسعاً وكفنها بكفن حسن، والله، لو كنت أجهز إلى مكة لطال بكائي، كيف وأنا أجهز إلى ظلمة القبور ووحشتها وبيت الظلمة والدود".
القلادة الخامسة والثلاثون
البعد عن الفخر والغرور والإعجاب بالنفس؛ فإن اللباس يؤثر على النفس، بل هو حتى في الطفل الصغير يظهر تأثيره، فإذا ألبس الصغير لباس الشرطي مثلاً، تغيرت أخلاقه، وبدأ يأمر وينهى، والمرأة يؤثر فيها لبس تحب إظهاره للناس، وكأنها تنادي هلم انظروا إلى غلاء عباءتي وجمالها، قال صلى الله عليه وسلم: « من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها » [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: « بينما رجل يتبختر يمشي في برديه قد اعجبته نفسه، فخسف الله به الأرض، وهو فيها إلى يوم القيامة » [رواه مسلم].
قال قراد أبو نوح: "رأى علي شعبة قميصا، فقال: بكم هذا؟ فقلت: بثمانية دارهم، فقال لي: ويحك، أما تتقي الله؟ ألا اشتريت قميصأ بأربعة دراهم، وتصدقت بأربعة خيراً لك. قلت: إنا مع قوم نتجمل لهم.قال:أيش نتجمل لهم؟!".