وأخيرا بالنسبة لهذه السورة الطيبة أن فيها أسم الله الأعظم للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب " رواه ابو داود قال الشيخ الألباني : صحيح *- قال عليه الصلاة والسلام واصفاً ربه " إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " رواه مسلم عن أبي موسى.
*- جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه قال { وما قدروا الله حق قدره } رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
*- وعن عبد الله بن عمرو قال قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم " يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين يأخذهن بيده الأخرى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ؟ . رواه مسلم . وهنا يتجلى قول الحق القائل { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } الطور
*- أسم الله هو الاسم الذي إذا ما تعلق به ذليل إلا أعزه
*- وهو الاسم الذي إذا ما تعلق به فقير إلا أغناه
*- وهو الاسم الذي تستدفع به الكربات
*- وهو الاسم الذي تُنزَّل به البركات
*- وهو الاسم الذي يُستَنزل به المطر
*- وهو الاسم الذي يُستنصر به من السماء
*- الله هو الاسم الذي من أجله قامت الأرض والسماء
*- الله هو الاسم يستنزل به الرحمات
*- الله هو الاسم الذي تزال به الهموم والغموم "
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الكافي الله
وإذا ابتليت فثق بالله وارض به فإن الذي يكشف البلوى هو الله
الله يحدث يعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الخالق الله
والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله
*- الله اسم لصاحبه كل جلال
*- هذا الاسم الجليل العظيم الإيمان به أصل السعادة في الدنيا والآخرة
*- تعرف على الله بنعمه وآلائه
سل الروض بستانا سل الزهر والندى سل الليل والإصباح والطير شاديا
سل هذه الأنسام والأرض والسما سل كل شيء تسمع التوحيد لله ساريا
ولو جنَّ هذا الليل وامتد سرمدا فمن غير ربي يرجع الصبح ثانيا
الله ربي لا أعبد سواه فهل في الوجود معبود إلا هو
الشمس والقمر من أنوار حكمته والبر والبحر فيضٌ من عطاياه
الطير سبحه والوحش مجده والموج كبَّره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصُّم قدَّسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه
والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه
*- سبحان الله كيف يكفر الرب أو كيف يعصى وكل شيء في هذا الكون يدل على أنه واحد ، قال الله جل ذكره وتعالت أسماءه { أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }النازعات
* - يخاطب الله تعالى العقول لعلها تتفكر ، لعلها تعقل فقال سبحانه { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
جاء عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت قام ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذريني أتعبد لربي قالت قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض } انظر الصحيحة
*- ثم يقول سبحانه وهو يخاطب العقول { َآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يـس
*- وقيل لأعرابي من البادية: بم عرفت ربك ؟ فقال: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟ ولهذا قال الله عز وجل: ]أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون[
- وللنظر إلى عظمة الصانع : هذا ورق التوت طعمه واحد تأكله الدود فيخرج منه الحرير وتأكله النحل فيخرج منه العسل وتأكله الشاة والبقر والأنعام فيخرج منه اللبن وتأكله الظباء فيخرج منها المسك وهو شيء واحد ، جاء عن الإمام أحمد بن حنبل أنه سئل عن ذلك فقال ههنا حصن حصين ، أملس ، ليس له باب ولا منفذ ، ظاهره كالفضة البيضاء ، وباطنه كالذهب الإبريز ، فبينا هو كذلك إذا انصدع جداره فخرج منه حيوان سميع بصير ذو شكل حسن وصوت مليح يعني بذلك البيضة إذا خرج منها