وفاتها
جاء
عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت - وعند رأسها عبد الله بن أخيها
عبد الرحمن -
فقلت: هذا
ابن عباس يستأذن فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا عبد الله بن عباس
يستأذن وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس.
فقال: يا
أماه !! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك.
فقالت: ائذن
له إن شئت.
قال:
فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري.
فقالت:
بماذا؟
فقال: ما
بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب
نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يحب إلا طيباً.
وسقطت
قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس
معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من
الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح
الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء
النهار.
فقالت: دعني
منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً.
وقد كانت
وفاتها في هذا العام سنة ثمان وخمسين.
ليلة
الثلاثاء السابع عشر من رمضان.
وأوصت أن
تدفن بالبقيع ليلاً، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر،
وكان عمرها
يومئذ سبعاً وستين سنة، لأنه توفي رسول الله صلى الله