فضائلها رضى الله عنها
عن عائشة
قالت: فضِّلتُ على نساء النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- بعشر، قيل: ما هنّ
يا أم المؤمنين؟
قالت:
لم ينكح بكراً قطّ غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله -
عزّ وجلّ - براءتي من السّماء، وجاءه جبريل بصورتي من السّماء في حريرة
وقال: تزوّجها فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ولم يكن
يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلّي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن
يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل
عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سَحْري ونحْري،
ومات في الليلة التي كان يدور عليّ فيها، ودُفن في بيتي.
وروى
البخاري: عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً:
((يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام)).
فقلت: وعليه
السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى.
عن عائشة
-قالت خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو
ذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه
وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر رضي الله
عنه فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول
الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله
صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا لى ماء وليس معهم ماء قالت عائشة فعاتبني
أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده خاصرتي فما منعني من
التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله عز وجل آية التيمم فقال
أسيد بن حضيز ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت
عليه فوجدنا العقد تحته.
عن عائشة
قالت: رجع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من البقيع فوجدني وأنا أجد
صداعاً في رأسي وأنا أقول: وارأساه، فقال: ((بل
أنا والله يا عائشة وارأساه)).
قالت: ثم
قال: ((وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك، وكفنتك،
وصليت عليك، ودفنتك)).
قالت: قلت:
والله لكأني بك لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك.
قالت: فتبسم
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونام به وجعه، وهو يدور على نسائه حتَّى
استعزبه في بيت ميمونة فدعا نسائه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي، فأذنَّ له.
عن عائشة،
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين
أنا غداً، أين أنا غداً، يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء،
فكان في بيت عائشة، حتَّى مات عندها.
قالت عائشة
رضي الله عنها: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي، وقبضه الله
وإن رأسه لبين سحري ونحري، وخالط ريقه ريقي، قالت: ودخل عبد الرحمن ابن أبي
بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت
له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته ثم مضغته فأعطيته
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاستن به، وهو مسند إلى صدري.
ومن خصائصها: أنها أعلم نساء النبي صلى
الله عليه وسلم، بل هي أعلم النساء على الإطلاق.
قال الزهري:
لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة
أفضل.
وقال عطاء
بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في
العامة.
وقال عروة:
ما رأيت أحداً أعلم بفقه، ولا طب، ولا شعر من عائشة.
ولم ترو
امرأة ولا رجل غير أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث
بقدر روايتها رضي الله عنها.
وقال أبو
موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا
عندها منه علماً.
كَانَ عُرْوَةُ يَقُوْلُ لِعَائِشَةَ:
يَا أُمَّتَاهُ! لاَ أَعْجَبُ مِنْ فِقْهِكِ، أَقُوْلُ: زَوْجَةُ نَبِيِّ
اللهِ، وَابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ
وَأَيَّامِ النَّاسِ، أَقُوْلُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَعْلَمَ
النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَ هُوَ، وَمِنْ
أَيْنَ هُوَ، أَوْ مَا هُوَ؟!
قَالَ:
فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَقَالَتْ:
أَيْ
عُرَيَّةُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ
يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمُرِهِ - أَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ - وَكَانَتْ
تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ العَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ
الأَنْعَاتَ، وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ.