مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و حبه لها
من
أخص مناقبها ما علم من حب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لها، وشاع من
تخصيصها عنده، ولم يتزوج بكراً سواها ونزول القرآن في عذرها وبراءتها،
والتنويه بقدرها، ووفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين سحرها ونحرها،
وفي نوبتها، وريقها في فمه الشريف، لأنه كان يأمرها أن تندي له السواك
بريقها، ونزول الوحي في بيتها، وهو في لحافها
عن
عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد
أكل منها، ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك؟
قال:
((في التي لم يرتع منها)) تعني أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها.
عن
أنس -رضي الله عنه-
أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- سُئلَ: مَن
أحبّ النّاس إليك؟
قال:
(عائشَةُ)، فقيل: من الرجال ؟، قال:
(أبوها).
وكان رسول
الله -صلّى الله عليه وسلَّم- يُلاطف عائشة -رضي الله عنها- ويباسطها،
ويراعي صغر سنّها، روي عنها أنها كانت تلعب بالبنات- أى العرائس- عند رسول
الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: وكانت تأتيني صَواحبي فكنّ ينقمعن -
يتسترن - من رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: فكان رسول الله -صلّى
الله عليه وسلَّم- يُسَرِّبُهُنّ إليّ.
وكان يأذن
لها أن تلهو يوم العيد وتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فقد روي
عنها أن أبا بكر -رضي الله عنه- دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى
تُدَفِّفان وتضرِبان، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- مُتَغَشّ بثوبه،
فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- عن وجهه فقال:
(دعهما يا أبا بكر، فإنَّها أيّام عيد، وتلك
الأيام أيام منى)
وقالت عائشة:
قَدِمَ وَفْدُ الحَبَشَةِ على رسول الله صلى الله عليه و سلم- فقاموا
يلعبون فى المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم- يسترنى بردائه,
وأنا أنظر إليهم حتى أكون أنا التى أسأم
وقالت: خرجت
مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمِل
اللّحم ولم أبدُن، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)،
فتقدّموا،
ثم قال لي:
(تَعالَيْ حتى أُسَابِقَكِ)، فسابقته،
فسبقته، فسكت عنّي، حتى إذا حملت اللحم، وبدُنت ونسِيت خرجت معه في بعض
أسفاره، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)،
فتقدّموا،
ثم قال لي:
(تَعالَيْ حتى أُسَابِقَكِ)، فسابقته،
فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: (هذه بتلك).
اسْتَأْذَنَ
أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَإِذَا عَائِشَةُ تَرْفَعُ صَوْتَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ:
يَا بِنْتَ
فُلاَنَةٍ، تَرْفَعِيْنَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
فَحَالَ
النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا.
ثُمَّ
خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَتَرَضَّاهَا، وَقَالَ: (أَلَمْ
تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟).
ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى، فَسَمِعَ تَضَاحُكَهُمَا،
فَقَالَ:
أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا.
عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لَهَا:
(إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي
رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى).
قَالَتْ:
وَكَيْفَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟
قَالَ:
(إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، قُلْتِ: لاَ،
وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ، وَرَبِّ
إِبْرَاهِيْمَ).
قُلْتُ:
أَجَلْ، وَاللهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ.
عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ
بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ القُرْعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ
إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ.
فَقَالَتْ
حَفْصَةُ: أَلاَ تَرْكَبِيْنَ اللَّيْلَةَ بَعِيْرِي، وَأَرْكَبُ
بَعِيْرَكِ تَنْظُرِيْنَ وَأَنْظُرُ؟
فَقَالَتْ:
بَلَى.
فَرَكِبَتْ،
فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جَمَلِ
عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا.
ثُمَّ سَارَ
حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ
رِجْلَيْهَا بَيْنَ الإِذْخِرِ، وَتَقُوْلُ:
يَا رَبِّ
سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَباً أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي، رَسُوْلُكَ وَلاَ
أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لَهُ شَيْئاً.
عن عائشة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ((إنه ليهون
عليّ أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة)) تفرد به أحمد.
وهذا في
غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاح لأنه رأى بياض كفها أمامه في
الجنة
عن أبي موسى
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كمل
من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد،
وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
وثبت في
(صحيح البخاري) أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه
إلى أم سلمة وقلن لها: قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان.
فقالت أم
سلمة: فلما دخل عليّ قلت له ذلك فأعرض عني، ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض
عنها، ثم لما دار إليها قالت له، فقال: ((يا أم
سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في بيت وأنا في
لحاف امرأة منكن غيرها)).
وذكر:
((أنهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت: إن نساءك ينشدونك العدل في ابنة أبي
بكر بن أبي قحافة.
فقال:
((يا بنية ألا تحبين من أحب؟))
قالت: قلت:
بلى !.
قال:
((فأحبي هذه)).
ثم بعثن
زينب بنت جحش فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فتكلمت
زينب ونالت من عائشة، فانتصرت عائشة منها وكلمتها حتى أفحمتها، فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عائشة ويقول:
((إنها ابنة أبي بكر)).
عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَتَانِي
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَيْرِ يَوْمِي
يَطْلُبُ مِنِّي ضَجْعاً، فَدَقَّ، فَسَمِعْتُ الدَّقَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ،
فَفَتَحْتُ لَهُ.
فَقَالَ:
(مَا كُنْتِ تَسْمَعِيْنَ الدَّقَّ؟!).
قُلْتُ:
بَلَى، وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُ أَنْ يَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنَّكَ
أَتَيْتَنِي فِي غَيْرِ يَوْمِي
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْطِيْنِي
العَظْمَ فَأَتَعَرَّقُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ، فَيُدِيْرُهُ حَتَّى يَضَعَ
فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِي.
أَخْبَرَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرٍو، قَالَ:
بَعَثَنِي
عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: سَلْهَا أَكَانَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَإِنْ
قَالَتْ: لاَ، فَقُلْ: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّهُ كَانَ
يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ.
فَقَالَتْ:
لَعَلَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبّاً، أَمَّا
إِيَّايَ فَلاَ.
ومن
خصائصها: رضي الله عنها أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين
وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .