جويرية بنت الحارث
نسبها
هي برة بنت
الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد
وزعيم بني المصطلق .
عاشت برة في
بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز في بيت بنى المصطلق ، و تزوجت برة من
ابن عمها مسافع بن صفوان بن أبى الشفر أحد فتيان خزاعة.
و قد غُير
اسمها الى جويرية
زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم :
بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن
أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث
فلما سمع
بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد
إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا، فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل
منهم، ونقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم غنيمة
للمسلمين
عن عائشة قالت:
لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت
الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها،
وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى
الله عليه وسلم لتستعينه في كتابتها قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على
باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت.
فدخلت عليه فقالت:
يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من
البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم
له، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي.
قال:
((فهل لك في خير من ذلك ؟)).
قالت:
وما هو يا رسول الله ؟
قال:
((أقضي عنك كتابك وأتزوجك)).
قالت:
نعم يا رسول الله قد فعلت.
قالت: وخرج
الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية بنت
الحارث.
فقال الناس:
أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم.
قالت: فلقد
أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة
على قومها منها.
رؤيتها
عن هشام بن
عروة، عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله
عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن
أخبر به أحداً من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا
رجوت الرؤيا.
قالت:
فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني، والله ما كلمته في قومي حتى
كان المسلمون هم الذي أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني
الخبر، فحمدت الله تعالى
اسلام
أبوها
قال ابن
هشام : ويقال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني
المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث ، وكان بذات الجيش ، دفع جويرية إلى رجل من
الأنصار وديعة ، وأمره بالاحتفاظ بها ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ؛ فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته ؛ فلما كان بالعقيق
نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيَّبهما في
شعب من شعاب العقيق ، ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد
، أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين
البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق ، في شعب كذا وكذا ؟ فقال الحارث : أشهد
أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله ، فوالله ما اطلع على ذلك إلا
الله ، فأسلم الحارث ، وأسلم معه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل إلى
البعيرين ، فجاء بهما ، فدفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
روايتها
للحديث
روت ام
المؤمنين جويرية بنت الحارث عن رسول الله سبعة أحاديث
ومن
الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن
جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها
يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟
قالت : لا ،
قال:
"تريدين أن تصومي غدا"؟
قالت : لا
قال:
"فأفطري" ، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه.
وفاتها
توفيت أم
المؤمنين سنة خمسين من الهجرة النبوية و قيل سنة ست و خمسين و دفنت في
البقيع.