فلسطيننا منتدى الاصالة والمعاصرة
مرحبا بك عزيز الزائر في منتدى الاصالة والمعاصرة
ان لم تكن قد امتلكت حسابا فاستبق لتحضى بمقعدك في منتدانا
وان اردت الزيارة فقط فتفضل الى اقسام منتدانا المتواضع
فلسطيننا منتدى الاصالة والمعاصرة
مرحبا بك عزيز الزائر في منتدى الاصالة والمعاصرة
ان لم تكن قد امتلكت حسابا فاستبق لتحضى بمقعدك في منتدانا
وان اردت الزيارة فقط فتفضل الى اقسام منتدانا المتواضع
فلسطيننا منتدى الاصالة والمعاصرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فلسطيننا منتدى الاصالة والمعاصرة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مرام الإسلام
عضو متالق
عضو متالق



عدد الرسائل : 218
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 21/10/2008

من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني   من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2008 2:20 am

وأذكر لهم مواقف أسأل الله أن يُثيبَهم عليها ويجزيهم خيراً:
منها: مضاربة شديدة في جامع الهادي، بسبب صدِّي عن الدعوة فيه، فقام معي رجال القبائل من وادعة وغيرهم حتى أنقذني الله على أيديهم، وكان الشيعة يريدون القضاء عليَّ، وكان ذلك في زمن الرئيس (إبراهيم الحمدي) وأهل الشر من شيوعيين وشيعة رافعون رؤوسهم، فسجنونا مع بعض الطرف الآخر قدر أحد عشر يوماً في رمضان فكان يزورني في السجن في بعض الليالي قدر خمسين شاباً، ويدخل إلى المسؤولين في بعض الليالي قدر مائة وخمسين رجلاً من وادعة حتى أزعجوا المسؤولين، وأخرجونا من السجن، والحمد لله.
ومنها: أن أعداء الدعوة ربما يأتون بالسلاح إلى دماج فيطردهم أهل دَمَّاجَ وهم صاغرون.
ومنها: الرحلات، فإذا قلتُ: نريد رحلة. تنافسوا حفظهم الله في رفقتي والمحافظة عليَّ فربما نخرج في بعض الرحلات في قدر خمس عشر سيارة.
وفي هذه الأيام الدعوة ماشية على أحسن ما يُرَام لأني بحمد الله قد كبرت، ولعلي أبلغ من العمر نحو اثنتين وستين سنة، فالتجارب ونصائح مُحبِّي الدعوة تدفعاني على الرفق وعدم مجاراة الأعداء الذين ليس لهم إلا السباب والشتائم: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }( )، { سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }( ).
وأيضاً الشغل بالتعليم والتأليف والدعوة لم يُبقِ لي وقتاً لمجاراة أولئك، فليقولوا ما شاءوا فذنوبي كثيرة عسى أن يخففوا عني ويحملوا من أوزاري، ولله درُّ من قال:
يا وَادِعة في وِسْط حاشد *** إيش أمنش يا بكيلية

دراستي ومشايخي :
درست في المكتب حتى انتهيت من منهج المكتب، ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب علم، لأنه ما كان هنالك من يُرَغِّب أو يساعد على طلب العلم، وكنت محبّاً لطلب العلم، وطلبت العلم في (جامع الهادي) فلم أُسَاعَدْ على طلب العلم، وبعد زمن اغتربت إلى أرض الحرمين ونجد، فكنت أسمع الواعظين ويعجبني وعظهم، فاستنصحت بعض الواعظين ما هي الكتب المفيدة حتى أشتريها ؟ فأرشد إلى ”صحيح البخاري“ و”بلوغ المرام“، و”رياض الصالحين“، و”فتح المجيد شرح كتاب التوحيد“، وأعطاني نُسيخَات من مقررات التوحيد، وكنت حارساً في عمارة في الحجون بمكة، فعكفت على تلك الكتب، وكانت تعلق بالذهن لأن العمل في بلدنا على خلاف ما فيها، خصوصاً ”فتح المجيد“.
وبعد مدَّة من الزمن رجعت إلى بلدي أُنْكِرُ كل ما رأيته يخالف ما في تلك الكتب من الذبح لغير الله، وبناء القباب على الأموات، ونداء الأموات، فبلغ الشيعة ذلك، فأنكروا ما أنا عليه فقائل يقول منهم: من بدَّل دينه فاقتلوه، وآخر يرسل إلى أقربائي ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه، وبعد ذلك قرروا أن يدخلوني (جامع الهادي) من أجل الدراسة عندهم لإزالة الشبهات التي قد علقت بقلبي، ويُدَنْدِنُ بعضهم بقول الشاعر:
عَرَفْتُ هَوَاهَا قَبلَ أن أعرِفَ الهَوَى *** فَصَادَفَ قَلْباً خَالياً فَتَمَكّنَا

وبعد ذلك دخلت للدراسة عندهم في جامع الهادي، ومدير الدراسة القاضي (مُطهَّر حَنَش)، فدرست في ”العقد الثمين“، وفي ”الثلاثين المسألة وشرحها“ لحابس، ومن الذين درَّسونا فيها (محمد بن حسن المُتَمَيِّز) وكنَّا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل السنة، وأنا أكتم عقيدتي، إلا أني ضعفت عن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وأرسلت يديَّ، ودرسنا في ”متن الأزهار“ إلى النكاح مفهوماً ومنطوقاً، وفي شرح الفرائض كتاب ضخم فوق مستوانا فلم أستفد منه.
فلمَّا رأيت الكتب المدرَّسة غير مفيدة، حاشا النحو فإني درست عندهم ”الآجرومية“ و”قطر الندى“، ثم طلبت من القاضي (قاسم بن يحيى شُوَيْل) أن يدرسني في ”بلوغ المرام“ وبدأنا فيه، وَأُنكِر علينا ذلك ثم تركنا، فلما رأيت أن الكتب المقررة شيعية معتزلية قررت الإقبال على النحو فدرست ”قطر الندى“ مراراً على (إسماعيل حَطَبَة) رحمه الله في المسجد الذي أسكن ويصلي فيه وكان يهتم بنا غاية الاهتمام، وفي ذات مرة أتى إلى المسجد (محمد بن حُوريَّة) فنصحته أن يترك التنجيم فنصحهم أن يطردوني من الدراسة، فشفعوا لي عنده وسكت، وكان يمر بنا بعض الشيعة ونحن ندرس في ”القطر“ ويقول: (قبيلي صبِّن غِرارة) بمعنى أن التعليم لا يُؤثِّر فيَّ وأنا أسكت وأستفيد في النحو.
حتى قامت الثورة وتركنا البلاد ونزلنا إلى نجران ولازمت (أبا الحسين مجد الدين المُؤيَّد) واستفدت منه خصوصاً في اللغة العربية، ومكثتُ بنجران قدر سنتين، فلما تأكدتُ أن الحرب بين الجمهورية والملكية لأجل الدنيا عزمت على الرحلة إلى أرض الحرمين ونجد، وسكنت بنجد قدر شهر ونصف في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للشيخ (محمد بن سِنَان الحَدَائي) حفظه الله، ولقد كان مكرماً لي لما رأى من استفادتي وينصحني بالاستمرار مدة حتى يرسلني إلى (الجامعة الإسلامية)، فتغير عليَّ الجو بالرياض، وعزمت على السفر إلى مكة، فكنت أشتغل إن وجدت شغلاً، وأطلب العلم في الليل أحضر دروس الشيخ (يحيى بن عثمان الباكستاني) في ”تفسير ابن كثير“، والبخاري، ومسلم.
وأطالع في الكتب والتقيت بشيخين فاضلين من علماء اليمن:
أحدهما: القاضي (يحيى الأَشْوَل) صاحب معمرة، فكنت أدرس عنده في ”سبل السلام“ للصنعاني ويدرسني في أي شيء أطلب منه.
الثاني: الشيخ (عبد الرزاق الشاحِذِي المحويتي) وكان أيضاً يدرسني فيما أطلب منه.
ثم فتح معهد الحرم المكي وتقدمت للاختبار مع مجموعة من طلبة العلم، فنجحت والحمد لله.
وكان من أبرز مشايخنا فيه الشيخ (عبد العزيز السُّبَيِّل)، ودرست مع مجموعة من طلبة المعهد عند الشيخ (عبد الله بن محمد بن حُمَيد) رحمه الله في ”التحفة السنية“ بعد العشاء في الحرم، فكان رحمه الله يأتي بفوائد مفيدة من ”شرح ابن عقيل“ وغيره، وكانت فوق مستوى زملائي فتملَّص زملائي، فترك رحمه الله الدرس.
ودرست مع مجموعة من الطلاب عند الشيخ (محمد السُّبَيِّل) حفظه الله شيئاً من الفرائض.
وبعد الاستقرار في المعهد خرجت للإتيان بأهلي من نجران فأتيت بهم وسكنّا بمكة مدة الدراسة في المعهد ست سنين، والدراسة في الحرم نفسه.
وبركة دراسة المساجد معلومة، ولا تسأل عن أُنْسٍ وراحةٍ كنا فيها، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (( وما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ من بُيُوتِ الله يَتلُونَ كِتَابَ الله ويَتَدارَسُونَهُ فِيمَا بينَهُم إلاّ نَزَلَت عَلَيهُم السَّكِينةُ، وحَفَّتهُم الملائِكَةُ، وغَشِيتهُم الرَّحمةُ، وذَكَرَهُم الله فِيمن عِنْدَه )).
النهار في دراسة المعهد، والدروس كلها تخدم العقيدة والدين، ومن بعد العصر إلى بعد العشاء في الحرم نشرب من ماء زمزم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: (( إنَّه طَعَامُ طعمٍ وشِفَاءُ سَقَمٍ )). ونسمع من الواعظين القادمين من الآفاق لأداء حج أو عمرة.
ومن المدرسين في الحرم بين مغرب وعشاء الشيخ (عبد العزيز بن راشد النجدي) صاحب ”تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين“ وله فيه أخطاء لا نوافقه عليها، وكان رحمه الله يقول: الصحيح في غير الصحيحين يعدُّ على الأصابع، فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف ”الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين“ فازددت يقيناً ببطلان كلامه رحمه الله.
وكان رحمه الله رجل التوحيد، وله معرفة قوية بعلم الحديث، ومعرفة صحيحه من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ويعجبني فيه أنه ينفِّر عن التقليد حتى إنه ألف رسالة بعنوان ”الطواغيت المقنعة“، فظن بعض العلماء الكبار أنه يَعنيهم، وجمعت لجنة من كبار العلماء لمناقشته فقالوا: أنت عنيتنا بهذا وعنيت الحكومة ؟ فقال: إن كنتم ترون أنكم متصفون بالصفات التي ذكرتُ في الكتاب فهو يشملكم، وإن كنتم ترون أنكم لستم متصفين بالصفات التي ذكرت في الكتاب فهو لا يشملكم. ثم مُنع الكتاب من الدخول إلى المملكة، أفادني بذلك.
وفي ذات ليلة طُلِب منه أن يُلقِيَ درساً وكأنه لاختباره، فبدأ درسه بقوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}( ) وسرد من الآيات التي تدل على تحريم التقليد، وبعض أفاضل العلماء عند الكرسي، وبعد ذلك مُنع من التدريس في الحرم، والله المستعان.
ومن مشايخي في الحرم المكي الذين استفدت منهم الشيخ (محمد بن عبد الله الصومالي) فقد حضرت عنده نحو سبعة أشهر أو أكثر، وكان رحمه الله آيةً في معرفة رجال الشيخين، ومنه استفدتُ كثيراً في علم الحديث، على أني بحمد ربي من ابتدائي في الطلب لا أحب إلا علم الكتاب والسنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مرام الإسلام
عضو متالق
عضو متالق



عدد الرسائل : 218
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 21/10/2008

من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الأخير   من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2008 2:27 am

وفي ذات ليلة طُلِب منه أن يُلقِيَ درساً وكأنه لاختباره، فبدأ درسه بقوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}( ) وسرد من الآيات التي تدل على تحريم التقليد، وبعض أفاضل العلماء عند الكرسي، وبعد ذلك مُنع من التدريس في الحرم، والله المستعان.
ومن مشايخي في الحرم المكي الذين استفدت منهم الشيخ (محمد بن عبد الله الصومالي) فقد حضرت عنده نحو سبعة أشهر أو أكثر، وكان رحمه الله آيةً في معرفة رجال الشيخين، ومنه استفدتُ كثيراً في علم الحديث، على أني بحمد ربي من ابتدائي في الطلب لا أحب إلا علم الكتاب والسنة.
وبعد الانتهاء من معهد الحرم من المتوسط والثانوية، وكل الدروس دينية، انتقلنا إلى المدينة إلى الجامعة الإسلامية، فحوَّل أكثرنا إلى كلية الدعوة وأصول الدين، وأبرز من درسنا فيها الشيخ (السيد محمد الحكيم) والشيخ (محمود عبد الوهاب فائد) المصريان.
وعند أن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة، لأمرين: أحدهما: التزوُّد من العلم. الثاني: أن الدروس متقاربة وبعضها متحدة، فهي تعتبر مراجعةً لِمَا درسناه في كلية الدعوة. وانتهيت بحمد الله من الكليتين، وأُعطيت شهادتين، وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات، المعتبَر عندي هو العلم.
وفي عام انتهائنا من الكليتين فُتِحت في الجامعة دراسةٌ عالية ما يسمونه بالماجستير، فتقدمت لاختبار المقابلة ونجحت بحمد الله وهي تخصص في علم الحديث، وبحمد الله حصلت الفائدة التي أُحبها، وكان أبرز من درسنا الشيخ (محمد الأمين المصري) رحمه الله، والشيخ (السيد محمد الحكيم المصري) وفي آخرها الشيخ (حماد بن محمد الأنصاري) وكنت أحضر بعض الليالي درس الشيخ (عبد العزيز بن باز) في الحرم المدني في ”صحيح مسلم“، وأحضر كذلك مع الشيخ (الألباني) في جلساته الخاصة بطلبة العلم للاستفادة.
ومنذ كنت في الحرم المكي وأنا أُدَرِّس بعض طلبة العلم في ”قطر الندى“ وفي ”التحفة السنية“، وعند أن كنت بالمدينة كنت أُدرِّس بعض إخواني في الحرم المدني في ”التحفة السنية“ ثم وعدت إخواني في الله بدروس في بيتي بعد العصر في ”جامع الترمذي“، و”قطر الندى“، و”الباعث الحثيث“، وانتشرت دعوة كبيرة من المدينة ملأت الدنيا في مدة ست سنوات، بعض أهل الخير هم الذين يسعون في تمويلها، و(مقبل بن هادي) وبعض إخوانه في الله هم الذين يقومون بتعليم إخوانهم، وأما الرحلات للدعوة إلى الله في جميع أنحاء المملكة فمشتركة بين الإخوان كلهم، طالب العلم للتزود من العلم ولإفادة الآخرين، والعامي للتعلم، حتى استفاد كثير من العامة وأحبُّوا الدعوة.
وكان بعض إخواننا في الله طلبة العلم إمام مسجد في الرياض فأنكر عليه بعضُ أهل العلم السترة، فقال: عجزنا فيكم فوالله لا يقوم إلا عامي يعلمكم أحاديث السترة. فدعا أخاً من محبي الدعوة من العامة وحفظه أحاديث السترة من ”اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان“، وقام وألقى تلكم الأحاديث، وبعدها خجل المعارضون وسكتوا.
وبعد هذا تحرَّك المقلدة وعلماء السوء، وكان السبب في تحرك المقلدة الذين هم في نظر الناس علماء أنهم إذا التقوا بطالب علم صغير من طُلاَّبِنا واستدلوا بحديث قال لهم: مَن أخرجه ؟ وهذا شيء ما ألِفُوه، ثم يقول لهم: ما حال الحديث ؟ وهذا أيضاً ما ألفوه، فخجَّلوهم أمام العامة، وربما قال لهم الطالب: هذا حديث ضعيف في سنده فلان، وضعفه فلان، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأشاعوا أن هؤلاء خوارج، وحاشا الأخوة من الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين ويكفرون بالمعصية.
وكانت تحدث السقطات من بعض الأخوة المبتدئين؛ لأن الغالب على المبتدئ الحماسة الزائدة – وكنت آنذاك أُحَضِّر رسالة الماجستير – فما شعرنا ذات ليلة إلا بالقبض علينا، فقبضوا على نحو مائة وخمسين وهرب مَن هرب، وارتجت الدنيا بين منكر ومؤيِّد، فبقينا في السجن نحو شهر أو شهر ونصف، وبعدها خرجنا بحمد الله أبرياء.
ثم بعد هذا خرجت بعض رسائل (جهيمان) فقُبِضَ على مجموعة منا، وعند التحقيق قالوا لي: أنت الذي كتبتها، جهيمان لا يستطيع أن يكتب. فنفيت ذلك، والله يعلم أني لم أكتُبْها ولم أشارك فيها، وبعد سجن ثلاثة أشهر أُمِرَ بترحيل الغرباء.
ولما وصلت إلى اليمن عدت إلى قريتي ومكثت بها أُعلِّمُ الأولاد القرآن، فما شعرت إلا بتكالب الدنيا عليَّ، فكأني خرجت لخراب البلاد والدين والحكم، وأنا آنذاك لا أعرف مسؤولاً ولا شيخ قبيلة، فأقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وإذا ضقت ذهبت إلى صنعاء أو إلى حاشد، أو إلى ذمار، وهكذا إلى تعز، وإب، والحديدة، دعوة وزيارة للإخوان في الله.
وبعد أيام أَخرَجَ بعض فاعلي الخير مكتبتي من المدينة، فطُلِب منه خمسمائة ريال سعودي في مركز (كدم)، وكان المسؤول عنه (المشرقي) فأبى، يظنها رشوة، وهو لا يدري أنها رشوة في حقهم، وأما هو فليست برشوة، لأن الرشوة ما أُعْطِي لإحقاق باطل، أو لإبطال حق.
فأرسلوا بالكتب إلى صعدة ومدير الإعلام (الحملي) حاقد على السنة، فطلب الكتب أصحابنا فقال: إن شاء الله بعد الظهر، وما جاء بعد الظهر إلا وقد حرَّك الشيعة، فطلبوا من المسؤولين توقيفها لأنها كتب وهابية. ولا تسأل عن الغرامة المالية، والمتاعب، والضيم التي حصلت لي.
إخوان بذلوا جهوداً في متابعة ذلك، كثير من أهل بلدي، (الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر)، (الشيخ هزاع ضبعان)، المسؤولون في مكتب التوجيه والإرشاد منهم القاضي (يحيى الفُسَيِّل) رحمه الله، الأخ (عائض بن علي مسمار)، وبعد متاعب طويلة أبرق أهل صعدة إلى الرئيس (علي بن عبد الله بن صالح) فأحال القضية إلى القاضي (علي السمَّان) فأرسل إليَّ القاضي ووعد أنه سيسلم المكتبة وقال: إن أهل صعدة متشددون، فهم يكفِّرون علماء صنعاء. فطُلِبت المكتبة إلى صنعاء، وقُدِّر أن وصلت الكتب والقاضي (علي السمان) في بعثة إلى الخارج، فذهب الإخوة إلى المسؤول في وزارة الأوقاف فقال لهم: إنها مصاطرة – بالطاء -. وتحرك بعض إخواننا في الله من مكتب التوجيه والإرشاد وذهبوا واستلموها، وقالوا: هي من اختصاصنا، فنحن ننظرها فما كان صالحاً سلمناه للوادعي، وما كان يُخلُّ بالدين أبقيناه عندنا، وبما أنهم يعرفون أنها كتب دينية محضة فقد سلموها لي من غير تفتيش، فجزاهم الله خيراً، فأخذتها إلى البلاد والحمد لله،وقام أقربائي جزاهم الله خيراً ببناء مكتبة صغيرة، ومسجد صغير، وقالوا: نصلي فيه جمعة درءًا للفتن والمشاكل، فكنا في بعض الأوقات نصلي قدر ستة نفر.
وفي ذات مرة طلبني المحافظ (هادي الحشيشي) فذهبت إلى الشيخ (قائد مجلي) رحمه الله فاتصل به وقال: ما تريد من الوادعي ؟ فقال: لا شيء إلا مجرد التعرف عليه، فقال: نطلع إليه في معهده.
وفي أخرى طلبني مسؤول آخر فدخل معي إليه (حسين بن قائد مجلي) فتكلم على الشيعة، وشرح له أننا ندعو إلى الكتاب والسنة، وأن الشيعة حسدونا على ذلك، ويخافون أن تظهر الحقائق، فقال المسؤول: إن الشيعة سوَّدت تاريخ اليمن، وما دامت دعوتك كذلك فادع ونحن معك.
وبعد هذا مكثت في مكتبتي، وما هي إلا أيام فإذا بعض الأخوة المصريين، وفتحنا دروساً في بعض كتب الحديث وبعض كتب اللغة، وبعد هذا ما زال طلبة العلم يفدون من مصر، ومن الكويت، ومن أرض الحرمين ونجد، ومن عدن، وحضرموت، ومن الجزائر، وليبيا، والصومال، ومن بلجيكا، ومن كثير من البلاد الإسلامية وغيرها.
وعدد الطلاب الآن ما بين الستمائة إلى السبعمائة( )، منهم قدر مائة وسبعين عائلة، والله يأتيهم برزقهم من عنده، كل هذا لا بحولٍ منا ولا قوة، ولا بسبب كثرة علمنا، ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة، ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان، ولله الحمد والمنة الذي وفقنا لذلك.


أعدها وجمعها
أبو عمر (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة


من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول . المُحدِّث مقبل الوادعي الجزء الأول
» الإخلاص الجزء الثاني.
» أين الله عز وجل الجزء الثاني
» حجابك يا عــفــيــفــــة الجزء الثاني
» لقَابِضُ الباسط جل جلاله الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فلسطيننا منتدى الاصالة والمعاصرة :: قسم الاسلاميات :: العقيدة الصحيحة-
انتقل الى: