حملة للضغط على الأسر لتيسير الزواج
سعوديون يواجهون غلاء المهور بـ"خلوها تعنس"
حملة "خلوها تعنس" أثارت جدلا في المجتمع السعودي
"خلوها تعنس.. دعوة عزابي".. تحت هذا العنوان أطلق شابان سعوديان حملة إلكترونية على الفيس بوك قد يبدو ظاهرها دعوة لمناهضة الزواج، إلا أن باطنها يسعى لمواجهة غلاء المهور لمساعدة الشباب إلى القفص الذهبي، الذي أصبح دخوله أملا بعيد المنال.
وقال الشابان رامي الفردان وعبدالله الدرعان إن "نجاح حملة "خلوها تصدي" الخاصة بمقاطعة وكالات السيارات؛ لارتفاع أسعارها، أشعل في خواطرنا همًّا اجتماعيا أعظم، وهو العنوسة والعزوبية، اللتان التهمتا قلوب الشباب في بلادنا، دون أن يكون للمجتمع تحرك جادّ لعلاجهما".
وبحسب تقرير نشرته جريدة "شمس" السعودية، فإن الشابين أرجعا الأسباب الحقيقية التي دفعتهما لإطلاق الحملة، إلى ارتفاع نسبة العزوبية والعنوسة في السعودية، حسب دراسات وأبحاث متنوعة، "لدرجة أنها بلغت مستويات مخيفة، ورافقتها في الوقت نفسه نسبة طلاق عالية".
وأضافا "المشكلة الأساسية تكمن في أن نسبة العنوسة والعزوبية المرتفعة ليست ناجمة عن تكاليف المبالغ فيها فقط، ولكن أيضا بسبب تعقيدات الزواج، لدرجة أن هناك كثيرا من الشباب والشابات تجاوزت أعمارهم سن 40 عاما دون أن يتمكنوا من الاستقرار، فيما فشلت كثير من المشاريع الزواج؛ بسبب ما سبق مرحلة الزواج من أعباء مادية وتجاهل الزواج لأسس التعارف".
وعن أسباب اختيار هذا الاسم قالا "تعمدنا هذا الاسم لحملتنا، لعل في استخدامه إنعاشا للعقول وإيقاظا للجانب الرحيم والعاقل والمتزن في المجتمع"، مشيرا إلى أنهما جُوبها بردود فعل سلبية من قبل كثير من الفتيات عند بدء إطلاق الحملة، لكنهن سرعان ما انضممن إلى الحملة وشاركن فيها بمجرد علمهن بمقاصدها.
وأضافا "استخدمنا موقع (facebook ) في إطلاق وتنشيط الحملة؛ باعتباره يحتوي أكثر الخدمات التفاعلية على شبكة الإنترنت سهولة وانتشارا في المجتمع السعودي، وكذلك لأنها تقوم على أساس تكوين تجمعات افتراضية من خلال الواقع؛ حيث تحض هذه الخدمة على استخدام الأسماء الحقيقية، وبناء المجموعات الصريحة".
وأوضحا أنهما حاولا صبغ الحملة بجانبين أحدهما جدي صارم، والآخر ساخر يعطيها لمسات جاذبة، معترفين في ختام حديثها بأن حملتهما لم تقدم حلولا جذرية للمشكلة، وأكدا أنهما ينويان البحث عن حلول يمكن أن تفيد في حل المعضلة.
ليست حلا
في المقابل، رفض الشيخ أحمد الزارع المشرف العام على موقع "تيسير الزواج" الشهير مثل هذه الحملات، ووصفها بأنها تزيد الاحتقان، ولا تقدم حلولا سوى زيادة العنوسة والعزوبية، وقال نحن بحاجة إلى حلول جذرية لمثل هذه المشكلة.
وطالب الزارع الشباب والفتيات بعدم الالتفات إلى مثل هذه الحملات، مشيرا إلى أنه أطلق حملة ذات أهداف إيجابية تنادي بضرورة الالتفات لكلا الجنسين، وداعيا إلى إطلاق حملات تنادي بتسيير الزواج، تشارك فيها المؤسسات الحكومية المختلفة وإمارات المناطق.
واقترح تفعيل دور مدارس البنات بإيجاد نوع من التواصل بين مديرة المدرسة والفتيات اللواتي يرغبن في الزواج، بوضع قسم خاص أو مسؤولة عن استقبال الشكاوى ضد الآباء الذين يرفضون تزويج بناتهم.