ayat mohamed عضو نشيط
عدد الرسائل : 71 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 30/10/2008
| موضوع: لحظة الوفاة.. اليهود يقرون والمسلمون يتناقشون الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 7:41 pm | |
| لحظة الوفاة.. اليهود يقرون والمسلمون يتناقشون
تحديد الموت بتوقف الدماغ في إسرائيل
صحيح أن العرب تمنوا موت شارون في حياته، أما اليهود فقد قرروا إيقاف حياته بعد موته سريريًّا، فقد تبنى الكنيست مشروع قانون يحدد لحظة الوفاة بالموت السريري، وتم التصويت على القانون المقترح من أحد نواب حزب كاديما (وسط)، وحصل على تأييد بأغلبية 38 نائبًا ومعارضة 17 وذلك في مطلع إبريل 2008.
ومن المقرر أن يتم سريان العمل به خلال 14 شهرًا، حيث سيتم دفع تعويضات لذوي المتبرعين، كما يفرض القانون في نصه عقوبات قاسية على الاتجار بالأعضاء البشرية في السوق السوداء الذي أثار جدلا كبيرًا داخل وخارج إسرائيل.. بعبارة أخرى يمكن للراغبين في مشاهدة جنازة شارون أن يحجزوا مقاعدهم.
لم ينته تداعيات القانون عند هذا الحد، حيث يرى المؤيدون لتطبيقه أنه بمثابة ثورة في مجال نقل وزراعة الأعضاء والذي يعاني من نقص حاد في المتبرعين، حيث ستتحدد الوفاة بتوقف أنشطة الدماغ أو الموت السريري وليس بتوقف خفقان القلب كما ينص التقليد الديني اليهودي (هالاخا) حتى الآن.
أموات اليهود يتبرعون
وهذا المفهوم الجديد للوفاة في الديانة اليهودية سيسمح بنقل أعضاء لا يمكن زراعتها بعد توقف عمل القلب والجهاز التنفسي، من أمثلتها الرئتان والقلب والكبد والكلى وقرنية العين... إلخ.
وسيتم الإعلان عن الوفاة بعد إجراء 3 عمليات تخطيط للدماغ في أوقات مختلفة، يقوم بها طبيبان لتأكيد توقف المخ، ثم الحصول على موافقة الأسرة بنزع الأجهزة. وعلى الطبيبين أن يكونا محلفين من لجنة مشتركة تضم ثلاثة أطباء وثلاثة حاخامين ورجل قانون وسلطة معنوية.
ومما يثير الجدل حول القانون أن التقليد اليهودي الديني ينص على دفن الجثة كاملة، وهو ما أثار حفيظة الأوساط اليهودية المتشددة، مما حد من عدد الموافقين على التبرع بأعضاء ذويهم. إلا أن التيارات اليهودية المعتدلة ترى أن التبرع بالأعضاء يُعَدّ إنقاذًا للأرواح ويندرج في بند الإيمان.
إسرائيل تسرق الأعضاء
وكان البنك الدولي للتبرع بالأعضاء الناشط في أوروبا قد علّق تعامله مع إسرائيل بصورة مؤقتة لتلقيها أعضاء بشرية دون تقديم أخرى في المقابل. فحسبما تردد في عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية قامت إسرائيل بعدد من "الصفقات المعيبة" تنظم من خلال شبكات دولية للاتجار بالأعضاء تنشط خصوصًا في الهند وكولومبيا والبرازيل والصين وجنوبإفريقيا، وهو ما أوجد سوق سوداء حقيقية دولية للاتجار بالأعضاء والأنسجة البشرية.
وكما تؤكد التقارير فإن صناديق الضمان الصحي في الصحافة الإسرائيلية أعطت موافقتها الضمنية لهذه التجارة؛ لأنها كانت تواجه حالات طارئة، في حين أن وزارة الصحة حاولت عبثًا وضع حد لها.
رأي الإسلام
قضية تحديد الوفاة ونقل الأعضاء حظيت على قدر كبير من الاهتمام، فهي من أكثر القضايا الجدلية، ويعلق الدكتور محمد عبد اللطيف البنا مدير النطاق الشرعي بموقع إسلام أون لاين حول مسألة الموت الدماغي فيقول "اختلف العلماء بالنسبة لموت المخ، وهل يُعَدّ سببًا في إعلان الوفاة ما بين مؤيد ومعارض".
فالأستاذ الدكتور حسان حتحوت الطبيب والداعية الإسلامي، يبين أن الحياة توجد بوجود المخ حيًّا فيقول: إن العلم الطبي قد اهتدى إلى أن العبرة في الموت ليست أساسًا بتوقف القلب والتنفس.. ولكنها تتوقف أولا وآخرًا على موت المخ الذي يستبين بتوقف النشاط الكهربائي للمخ تمامًا وهو ما يمكن قياسه بجهاز خاص، فإذا غاضت كهرباء المخ تمامًا، فهو مخ ميت ويكون باقي الجسم قد دخل في نطاق الموت إلى مرحلة اللاعودة، ومهما احتفظ الإنعاش الصناعي بالتنفس ودورة الدم فمحال أن يعود المريض إلى الحياة أبدًا".
بينما يرى الدكتور توفيق الواعي الأستاذ بكلية الشريعة والعلوم الإسلامية بالكويت أنه ينبغي ألا نركز على عضو واحد في الجسد ونربط به الموت والحياة، فإن القصص القرآني وضح الفرق بين إنسان مات ثم بُعث، وإنسان فقد إحساسه ثم أيقظ، وكان الفرق الوحيد بينهما: انحلال الجسد في الموت وعدم انحلاله في الإيقاظ، وضرب من الأمثلة على ذلك قصة الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وقصة أصحاب الكهف.
والفقهاء يهمهم في المسألة التأكد من الموت، بأمور معينة تعرف بها نهاية الحياة. ولقد حسمت المجامع الفقهية المسألة في قرار مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الثالث بعمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية صفر 1407هـ/ أكتوبر 1986م. أن من علامات موت الإنسان:
*
توقف قلبه وتنفسه توقفاً لا رجعة فيه. *
أو تعطل دماغه عن العمل تماماً، وبدء تحللها، وفي هذه الحالة يسوغ رفع الأجهزة عن الجسم على الرغم من استمرارية عمل بعض الأعضاء كالقلب مثلاً.
رأي الكنيسة
أما عن رأي الكنيسة، فقد وصف بطريرك الأرثوذكس البابا شنودة الثالث موافقة فرد بالتبرع بأعضائه "بالعمل النبيل"، إلا أنه أكد على عدم جواز الاتجار بها أو أخذ أي مقابل مادي. وأوضح أنه يجب توفر عدد من العلامات لإقرار الوفاة، وبالتالي المضي في عملية زراعة الأعضاء، وهي:
تشمل أن يعلن الكشف الطبي على المريض الآتي:
1.
عدم الإحساس أو الإدراك Unreceptivity. 2.
عدم الاستجابة بمؤثرات Unresponsiveness. 3.
عدم وجود أي حركات تلقائية Spontaneous Movements، ومنها التنفس التلقائي. 4.
عدم وجود أي فعل انعكاسي Absent reflexes. 5.
انعدام حركة حدقة العين Fixed dialated Pupils. 6.
أن تستمر هذه العلامات لمدة لا تقل عن 24 ساعة. 7.
أن يتم تأكيد نتائج الكشف الإكلينيكي برسم المخ EEG الذي يظهر باستمرار عدم وجود أي وظائف للمخ خلال فترة 24 ساعة.
وجاء رأي الكنيسة الكاثوليكية متوافق مع الأرثوذكسية.. فقد أقر الأب يوحنا بوليس الثالث بابا الفاتيكان السابق في إبريل 2005 أن لحظة الوفاة تتحدد بتوقف المخ كليًّا عن أداء وظائفه، وعلى هذا الأساس السماح بالتبرع بأعضاء المُتوفَّى.
وذلك بعد أن فوّض علماء من جامعة الأساقفة للعلوم لإعادة دراسة المسألة والخروج بعلامات علمية تدل على الموت.
يبدو أن الأديان اتفقت على إقرار أن الموت هو موت الدماغ، لكن القوانين ما زالت معلقة ولا بادرة لحسمها. | |
|