''سياسة اليهود''
ما زال مسلسل الحملة التي يشنها اللوبي اليهودي في فرنسا ضد يومية ''الخبر'' متواصلا، وهذا منذ محاورتها لوزير المجاهدين، محمد شريف عباس، وتصريحاته بخصوص الرئيس الفرنسي ساركوزي.
وخلاصة ما تعيبه الشبكة الإعلامية لهذا اللوبي على ''الخبر'' أنها جريدة معادية للسامية وتنشر الكراهية... ومن الأدلة التي تدين ''الخبر''، الربورتاج الذي أنجزه زميلنا عثمان لحياني حول محتشد أوشويتز في بولونيا، والمقارنة الواردة في عنوان الربورتاج بين شارون وهتلر، إضافة إلى تذكير الصحفي بمجازر صبرا وشاتيلا وقانا... يحق للوبي اليهودي أن يحارب من يذكره بجرائمه ويحق له أن يجعل من كل من يمجد إسرائيل وسياستها وأساطيرها نجما عالميا سواء في السياسة أو في الفن أو الإعلام أو الرياضة...
لكن بدورنا يحق لنا أن ننبه إلى عدد من المغالطات التي يريد اللوبي اليهودي إيقاع الرأي العام فيها من خلال حربه ضد ''الخبر''.
وجاءت المغالطة الأولى في موقع ''ويكي بيديا'' المعروف أنه موسوعة إلكترونية يلجأ إليها كل من يبحث عن معلومات توثيقية. فالموقع لم يتحدث عن معاداة ''الخبر'' للسامية، لأن ذلك لن يحرك في مشاعر قرائها ''المعرّبين'' شيئا. بل راح الموقع يصف الخبر بـ''المعادية'' للمغرب وأن ذلك راجع لكونها تابعة للجنرالات. فعلى إخواننا المغاربة أن ينتبهوا لهذه المغالطة اليهودية، وكل ما في الأمر أن هناك قضية اسمها القضية الصحراوية لا يمكن للجزائري الذي يعرف معنى حق تقرير المصير ألا يساندها. أما أن ''الخبر'' تابعة للجنرالات، فلسنا بحاجة لإثبات العكس، لأن هناك جبهة أخرى فتحها أصحاب الحملة ضد ''الخبر''، وهذه المرة باستعمال جزائريين، تثبت عكس ما تدعيه ''ويكي بيديا''.
فزميلتنا الموقرة ''بير أفام'' التابعة للقانون الفرنسي والمرتزقة من السوق الإشهارية الجزائرية، دعت صراحة في منتداها على الأنترنت الرئيس بوتفليقة لتطبيق قانون المصالحة الوطنية على ''الخبر'' لأنها ''تساند الفيس'' وتمنح الكلمة لـ''الدمويين''... ومعنى تطبيق قانون المصالحة الوطنية، أن يغلق بوتفليقة جريدة ''الخبر''. وفي مقام آخر ذكـّرت الرئيس بأن ''هذه الجريدة كانت العنوان المعرّب الاستئصالي بامتياز''... وهذا ما نسميه نحن الجزائريين ''سياسة اليهود''، أي تعمّد المغالطات والخلط بين الحق والباطل والتلاعب بالعواطف... في سبيل تحقيق غاية لا علاقة لها بالمبادئ التي نتظاهر بها.
ونرجو ألا نسقط مرة أخرى في معاداة السامية، لأننا هنا بصدد شرح مفهوم مثل معروف في تراثنا الشعبي...