كـاثـي..الأمريكية التي اهتدت بنسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم
بعد أن تركت التدريس في المدارس الأمريكية، عملت مديرا لإحدى المدارس الإسلامية الناشئة في ولاية واشنطن(Washington) ، وقد لفتت انتباهي تلك السكرتيرة الأمريكية التي كانت مثالا للحشمة والوقار والجدية في المرأة المسلمة. وذكرتها لزوجتي مقارنا سلوكها بما عليه العديد من المسلمات ممن ولدن في الإسلام، حيث إنهن لا يلتزمن بالحجاب ولا الآداب الإسلامية في التعامل مع الرجال الأجانب عنهن.
وعندما سألتها عن ذلك أخبرتني بقصة إسلامها الغريبة جدا؛ وهذه هي كما روتها فقالت:
"عندما كنت أدرس في الابتدائية كانت والدتي تصطحبني إلى مكتبة الحي العامة. وقد اعتادت المكتبات العامة أنه عندما يجتمع لديها نسخ مكررة من كتب يقل عليها الطلب أو نسخ تالفة من بعض الكتب فإنها لا ترمي هذه النسخ، بل تبيعها بأسعار رمزية. وفي إحدى المرات بينما كانت المكتبة تعرض مثل هذه الكتب اشتريت أحدها بخمسة أو عشرة (سنتات) من مصروفي الخاص بدافع حب التملك وأن أحصل على شيء خاص بي، ولم أكن أدري ما فيه، فوضعته في مكتبتي في الغرفة. ثم أخذ طريقه إلى أحد الكراتين مع غيره من الأغراض الذي تتكدس ونسيته.
وكان أن مرت الأيام وأنهيت الابتدائية ثم المتوسطة وتخرجت من المرحلة الثانوية. وكنت محظوظة إذ قبلت في إحدى الكليات الجامعية. واقتضت حكمة الله أن أنضم إلى قسم الآداب واختار تخصص علم الأديان المقارنة، حيث كان التركيز كبيراً على الأديان الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام. ولما لم يكن أحد من الأساتذة في القسم من المسلمين فقد كانت الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام هي السائدة عند الحديث عنه؛ ولذا لم أهتم به. ولم أجد صعوبة في اجتياز المقررات الدراسية لأتخرج من الكلية وأحصل على الشهادة الجامعية.
الكتاب الأثير
ثم بعد ذلك بدأت رحلة البحث عن عمل. ولما كان تخصصي من التخصصات التي يقل الطلب عليها، إضافة إلى قلة فرص العمل بشكل عام في المنطقة التي أقطنها، فسرعان ما أصبت بالإحباط والملل من عدم الحصول على وظيفة. وصرت أقضي جلّ وقتي في المنزل بدون أي شغل؛ ورحت أقلب مقتنياتي الخاصة وأعيد ترتيبها مرة بعد أخرى؛ لكي أقضي على الفراغ وأشغل وقتي. وبينما كنت كذلك عثرت على ذلك الكتاب الذي اشتريته في طفولتي وقد علاه الغبار. ولكونه من مقتنيات الصبا التي دفعت قيمتها من مالي الخاص، فقد صار أثيرا عندي، وكأنه قطعة أثرية.
أخذت الكتاب ونظفته وبدأت أطالع فيه، فإذا هو ترجمة بالإنجليزية لمعاني القرآن الكريم. بدأت أقرأه بتأثر وتمعن، وانجذبت إليه بشدة. وقد وجدت أن ما فيه يخالف بالكلية ما تعلمته في الجامعة عن الإسلام، ويقدم صورا مغايرة لما كان يقوله أساتذتي في الكلية عن هذا الدين وعن القرآن. وصرت أتساءل: هل كان أساتذتي في الجامعة بهذا الجهل، أم أنهم كانوا يكذبون في وصفهم للإسلام والقرآن؟ ثم مضيت في مطالعتي وقراءتي فيه عن اقتناع وشغف بما فيه من التعاليم والهدى، وعندما أنهيته قررت أنه مادام هذا هو الإسلام فيجب أن أدخل فيه وأصبح مسلمة.
اتصلت بعدها بأحد المسلمين وسألت عن كيفية الدخول في الإسلام، فدهشت من بساطة ووضوح الإجراءات، فاعتنقت الإسلام ـ ولله الحمد ـ ثم تزوجت شابا مسلما من أفغانستان، وها نحن الآن عائلة من ضمن عائلات المجتمع المسلم في هذه المدينة، نسأل الله أن يتقبل منا ويثبتنا على دينه".
ملاحظة: يقوم التجمع كل عام بتوزيع 50 ألف نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم ولله الحمد ، إذا رغبت في المساهمة في ذلك فيمكنك التبرع بثمن نسخة أو أكثر من ترجمة معاني القرآن الكريم من خلال هذه الصفحة :
http://www.iananet.org/newstore.htm مع كتابة أن هذه النسخة للتبرع في خانة الملاحظات