الدكتور البوطـي وابن عـربي الصوفي
وممن التمس العذر لابن عربي الصوفي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، ووالده من قبله .
فقد قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي منافحاً عن ابن عربي :
لا يجوز تكفيره بموجب كلامه الذي فيه ((( الإلحـــاد الصـريـح ))) !!! حتى يُعلم ما في قلبه هل يعتقد ما يقول أو لا ؟ انتهى كلام الدكتور .
وقد رد على هذا الهراء الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة
فقال :
ولو صحّ قول الدكتور هذا ما كَفَرَ أحد بأي قول أو فعل مهما بلغ من القبح والشناعة والكفر والإلحاد حتى يُشقّ عن قلبه ، ويُعلم ما فيه من اعتقاد ، وعلى هذا فَعَمل المسلمين على قتال أهل الكفرة وقتل المرتدين خطأ على لازم قول الدكتور ! لأنهم لم يعلموا ما في قلوبهم ، وهل هم يعتقدون ما يقولون وما يفعلون من الكفر أو لا ؟ انتهى كلامه حفظه الله .
قال القاضي ابن العربي المالكي - رحمه الله - :
ولا يُقبل ممن اجترأ على مثل هذه المقالات القبيحة أن يقول : أردت بكلامي هذا خلاف ظاهره ، ولا نؤول له كلامه ، ولا كـرامـة . انتهى .
أقول ليت الدكتور البوطي عامَل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب بنفس الأسلوب والطريقة !
ولكنه الدفاع المستميت عن مشايخ الضلالة ودراويش الطرقية وملحدي الصوفية .
والدكتور البوطي يُدافع عن محمد علوي المالكي الذي صدر تكفيره من قبل جماعة من علماء المملكة ، والذي يُعدّ من غُلاة الصوفية في الوقت الحاضر .
بل قال البوطي : محمد علوي المالكي من أهل السنة والجماعة !!! ولم يقرأ الناس في تأليفه وكتاباته ولم يروا من واقع حاله إلا ما يزيدهم ثقة باستقامته وصلاح حـاله وسلامة عقيدته . انتهى كلام الدكتور .
مرة ثانية أقول :
ليت البوطي يكيل بنفس المكيال لشيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رحمهم الله
والدكتور البوطي حاول جاهدا الدفاع عن ذلك الزنديق الملحد ابن عربي الصوفي
( وليس قول الملحد الزنديق هو من مخترعاتي بل قول عامة علماء الإسلام )
[[ ويـُنظر لذلك على سبيل المثال تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للعلامة برهان الدين البقاعي المتوفى سنة 885 هـ رحمه الله . ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ]]
وقد حاول الدكتور البوطي الدفاع عن كلمة ابن عربي ( ما في الجبة إلا الله )
وعن قول الصوفية : ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك
وقد رد عليه العلامة الشيخ صالح الفوزان فقال :
فإن قول القائل : ( ما في الجبة إلا الله ) صــريــح في الحلول والاتحاد ، وقوله : ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك . مخالف لهدي الأنبياء جميعا حيث وصفهم الله بأنهم يدعونه رغبا ورهبا ، ومخالف لصفة المؤمنين الذين يدعون ربهم خوفا وطمعا ...
كما حاول الدكتور البوطي التماس العذر للصوفية وتبرير اصطلاحات الصوفية التي منها تفريقهم بين الشريعة والحقيقة .
وقد رد عليه الشيخ الفوزان حفظه الله فقال :
هل هناك حقيقة تخالف الشريعة ؟؟ حتى يُقال الحقيقة والشريعة ؟؟ إلا في اصطلاح الصوفية أن الشريعة للعوام والحقيقة للخواص ! وهذا إلحاد واضح ، وليت الدكتور لم يدخل هذه المجاهل المخيفة . انتهى كلام الشيخ الفوزان .
ومما نقله الشيخ الفوزان عن الدكتور البوطي – وهو من شطحاته – أن قال البوطي :
يجب التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قــــــرآنـــا كانت أو ســـنة ؟؟؟
فرد عليه الشيخ الفوزان بقوله : هل القرآن يحتاج إلى تأكد من صحته ؟؟ أليس هو متواتر تواترا قطعيا ؟؟ انتهى المقصود من كلام الشيخ .
ولمعرفة حقيقة دوافع الدكتور البوطي يُقرأ ما قـالـه هو
قال : إن التمذهب بالسلفية بدعــة !!!
عجيب يا دكتور اتباع السلف بدعــة
والتصوّف والدروشة طاعــة وقُـربة وسُـنة ؟؟؟؟؟
وقد قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن الدكتور البوطي :
هل الذي حمله على ذلك ( القول ) كراهيته للبدع فظن أن التمذهب بالسلفية بدعة فكرهه لذلك ؟
كلا ليس الحامل له كراهية البدع ؛ لأننا رأيناه يؤيد في هذا الكتاب كثيرا من البدع : يؤيد الأذكار الصوفية المبتدعة ، ويؤيد الدعاء الجماعي بعد صلاة الفريضة وهو بدعة ويؤيد السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بدعة .
فاتضح لنا – والله أعلم – أن الحامل له على شن هذه الحملة هو التضايق من الآراء السلفية التي تناهض البدع والأفكار التي يعيشها كثير من العالم الإسلامي اليوم وهي لا تتلاءم مع منهج السلف . انتهى كلام الشيخ الفوزان .
[[ كل كلام الشيخ الفوزان المتقدم نقلا عن كتاب بعنوان : نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات ]]
وقد نقل الدكتور البوطي عن أبيه أنه كان يُجلّ الشيخ ابن عربي !! ولا يذكره إلا بنعته الأكبر !! ولم يكن يسمح لأحد أن ينتقص من مكانته في مجلسه قط !!
وكذلك بقية الذين فاهوا أو نُقل عنهم بعض الشطحات ، كأبي يزيد البسطامي الذي نُقل عنه قوله : ما في الجُبّـة إلا الله ، وقوله : سبحاني ما أجل شأني ! ، وكابن الفارض في بعض ما جاء على لسانه في تائيته الكبرى ... كان رحمه الله يجلّهم إجلالاً كبيراً .
كما ذكر عن أبيه أنه ربما جنح إلى حسن الظن بالحلاّج !!
يقول الدكتور البوطي عن أبيه :
وبالجملة فقد كان رحمه الله يُجلّ هؤلاء العلماء !! ويعدهم أئمة في الإرشاد وإصلاح النفوس !! وكان يُحذرني بين الحين والآخر من الخوض في شأنهم وإساءة الظن بهم !!
هذا بعض دفاع البوطي ( الأب والابن ) عن أمثال ابن عربي وابن الفارض والحلاّج !!
وختاما أعلم أني أطلت ، ولكن بقيت نقطة أشارت إليها إحدى الأخوات التي جرى معها النقاش حول مسألة تعقيد التوحـيد .
حيث تقول : عقدتم التوحيد !!
فأقول :
ليست المسألة كما يُزعم ويُدّعى أننا عقدنا التوحيد
بل المسألة أن حال هؤلاء المتكلمين كما قال ابن القيم رحمه الله حينما قال :
ثقُـل الكتاب عليهم لما رأوا **** تقييده بشـرائع الإيمـان
واللهو خف عليهم لما رأوا **** ما فيه من طرب ومن ألحان
ومن المقصود بهذا وأمثاله إلا الصوفية وأضرابهم ؟؟؟؟
أصحاب قرع الطبول والموالد والبدع المتتالية !
وأصحاب (( هو .. هو .. هو .. )) !!
وأهل (( الله .. الله .. الله )) !!
[[ هذا يعتبرونه ذِكـر ]] !!!
بل إن الدكتور البوطي نفسه يذكر هذا عن أبيه وعن نفسه ، أنهم يقولون في صباح كل يوم مائة مرة ( الله ) !! مستدلا بقوله تعالى وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا ) !
[ كما في كتاب ( هذا والدي ) للدكتور البوطي ]
أقول :
هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ؟
فأين هذا الذِّكر من سنة وسيرة من أُنزلت عليه هذه الآية ؟
وهل هم أولى بفهم هذه الآية ممن نزلت عليه ، وهو أفصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام ؟
لقد نزلت هذه الآية على نبي الله صلى الله عليه وسلم وأُِمر بذلك ، فهل ذكر الله بالاسم المفرد ( الله ) ؟؟؟
كما يذكر الدكتور البوطي عن أبيه أنه كان يدخل المكتبة التي يُزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولِد فيها ليتبرّك بتلك المكتبة !!
كما يذكر عن ابنه أنه يتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله لشفاء والده المريض !!
ويذكر عن والده أنه كان يحضر مجالس ( الحضرة ) ، وهي مجالس يُقال فيها الذِّكر على هيئة أناشيد ويتمايل الناس فيها !!!
أي ذِكـر هــذا ؟
وأقول :
إن كثيراً من المتكلمين وإن كان حاز الشهادات العالية إلا أنه لا يفهم معنى لا إله إلا الله
فأذكر أني سمعت دكتوراً يُشار إليه بالبنان يُفسّر معنى لا إله إلا الله بأنه لا معبود إلا الله !
ثم أخذ يشرح فهمه لها ، فقال :
يعني لا خالق ولا رازق ولا نافع ولا ضار إلا الله !
هذا كان يُقرّ به أهل الجاهلية الأولى بنصّ القرآن
قال سبحانه : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
بل كان أهل الجاهلية يُقرّون بما يُخالفه الصوفية أو بعضهم من اعتقاد تدبير الأمر ، فيعتقد أهل الجاهلية أن الله هو الذي يُدبّر الأمر ، بينما يعتقد بعض الصوفية أن الأقطاب هم الذين يُدبّرون الأمر !!
قال جل جلاله : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ )
ولمعرفة حقيقة هذا يُراجع كتاب ( كيف نفهم التوحيد ) للشيخ محمد أحمد با شميل .
ومن الكتب التي فضحت الصوفية وبيّنت عوارها :
كتاب برهان الدين البقاعي المتوفَّى سنة 885 هـ ، وعنوانه :
مصرع التصوّف
أو ( تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي )
بتحقيق تلميذ الصوفية (سابقاً ) الشيخ عبد الرحمن الوكيل
ومن الكتاب المعاصرين الشيخ عبد الرحمن الوكيل
له أكثر من رسالة حول الصوفية
له كتيّب بعنوان ( صوفيات )
وآخر بعنوان ( هذه هي الصوفية )
والكاتب عاش ردحـاً من الزمن في خرافات ودروشة الصوفية !!
وكتاب للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق بعنوان :
الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة .
وقد ضمّنه قصة توبة الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي من الطريقة التيجانية ورجوعه إلى مذهب أهل السنة والجماعة .
كما ضمّنه قصة توبة الشيخ عبد الرحمن الوكيل ورجوعه كذلك إلى مذهب أهل السنة والجماعة .
وأعلم أن هذا القول ربما لا يروق لكثير من المنتسبين للتصوّف أو من مُحبيه
كما أنه لن يروق للمتنفّعين ، والمنتفعين بالتزهّد والدروشة !
ولكني أرجو أن أنال به رضا مولاي سبحانه وجل جلاله وتقدّست أسماؤه .
والله يتولانا بولايته ، ويرحمنا برحمته .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com