نواف الزرو - خبير الشؤون الصهيونية ورئيس اللجنة الإعلامية الثقافية والهيئات المقدسية – عمان
لم تتوقف آلة العمل التخريبي التدميري الصهيوني اليهودي عند النوايا والمخططات، بل وضعت لها النظريات المتعددة التي تلتقي كلها عند نقطة إزالة المقدسات الإسلامية وبناء الهيكل. فقد صدر كتاب مؤخراً في الكيان الصهيوني بعنوان «أحلام اليقظة» تبنّى واضعوه أربع نظريات لإزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه.
وتدعو أولى النظريات إلى بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بحيث تكون الأعمدة على ارتفاع ساحة المسجد حالياً، ومن ثم يقام عليها «الهيكل الثالث» ويربط هذا المبنى بما يعتقدونه بعامود مقدس يوجد حالياً كما يتوهمون في ساحة قبة الصخرة المشرفة.
أما ثاني النظريات، وهي شبيهة بسابقتها تطالب بإقامة الهيكل الثالث قرب الحائط الغربي من المسجد الأقصى بشكل عامودي، بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد الأقصى، ويربط تلقائياً مع ساحة المسجد من الداخل.
وتتبنى ثالث نظريات الكتاب فكرة ما يسمى بـ «الترانسفير العمراني» ومفادها حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جداً ونقل المسجد كما هو خارج القدس وإقامة الهيكل.
أما آخر النظريات الأربع فتدعو إلى إنشاء الهيكل على أنقاض المسجد برمته.
واستناداً إلى هذه النظريات الإرهابية الصهيونية الرامية إلى محو الأقصى وبناء الهيكل، وفي الميدان هناك على أرض القدس تواصلت التحركات والنشاطات السرية والعلنية الساعية إلى إخراج النظريات والمخططات إلى حيز التنفيذ.فقد جاء في تقرير حول تلك النشاطات أن الحركات اليهودية المتطرفة كثفت نشاطاتها الخاصة بإقامة «الهيكل» في منطقة المسجد الأقصى الشريف، وأن المظاهرات التي يقوم بها أعضاء حركة « أمناء جبل الهيكل» لم تعد هي النشاطات الوحيدة في هذا الإطار «صحيفة القدس المقدسية 11/9/1999».
وجاء في تقرير لاحق أنه: يجري في كواليس صانعي القرار في الكيان الصهيوني تداول مقترح للدكتور يفراح زلبرمان من «مركز القدس لدراسات إسرائيل» بشأن بناء موقع يهودي في منطقة الحفريات في الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف على أعمدة تحول دون الإضرار بالمواقع الأثرية الملتصقة بالحائط الغربي، وبحيث يكون هذا البناء حتى مستوى الحرم من دون أن يلتصق بالحائط الجنوبي. ويتضمن هذا المقترح أن يكون البناء مركزاً دينياً عالمياً لكل التيارات اليهودية كما يتضمن المقترح الفصل في مواقع الصلاة بين السطح العلوي للأقصى والسطح السفلي الأرضي تحته مشيراً إلى أن الطريقة للوصول إلى استخدام هذه المواقع تتم فقط في المفاوضات.
وكشفت مصادر عبرية النقاب أيضاً عن: " أن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تسعى إلى بناء (الهيكل) مكان المسجد الأقصى الشريف أكملت قبل حوالي شهر إعداد فانوس من الذهب شبيه بالفانوس الذي كان يستخدم في عهد الهيكل الثاني، وتم استخدام حوالي 42 كغم من الذهب الخالص في صنع هذا الفانوس. ولقد كلف صنع الفانوس حوالي خمسة ملايين شيكل تبرع بها رجل الأعمال اليهودي الأوكراني فاديم ربينوفيتش". وذكرت صحيفة كول هعير العبرية أن معهد الهيكل الذي أنشأته حركات يهودية متطرفة في مقدمتها أمناء جبل الهيكل يعكف على صنع أدوات أخرى ستخصص للاستخدام في الهيكل الذي يجري التخطيط لإقامته بما في ذلك مذبح من الذهب وطاولة. وكان «معهد الهيكل» الموجود في البلدة القديمة بالقدس على حد الزعم اليهودي قد صنع نموذجاً من البلاستيك للفانوس المذكور وقبل عامين توجه رؤساء المعهد إلى المليونير اليهودي من أوكرانيا لتمويل شراء الذهب الذي استخدم لطلاء النموذج.
وقالت الصحيفة إن المتطرفين اليهود يواصلون إعداد الأدوات اللازمة للهيكل على أمل أن يأتي يوم تحقق فيه أهدافهم «صحيفة هعير الصهيونية 2/10/1999». بينما أفادت مصادر مطلعة «أن محافل يمينية يهودية متطرفة اتفقت مؤخراً على تكثيف جهودها وتحضيراتها الرامية لإعادة بناء ما يزعم أنه «الهيكل المقدس» لليهود في القدس المحتلة»، وذكرت صحيفة « هآرتس» العبرية 1/3/2000 أن ست حركات يمينية متطرفة تنشط في نطاق المحاولات والمساعي الهادفة إلى فرض السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى الشريف أسست صندوقاً خاصاً أطلق عليه اسم « اوتسار همكداش»، ويعني (خزينة الهيكل المقدس)، حيث تم تسجيله رسمياً كجمعية وقفية يهودية لدى مسجل الأملاك الوقفية في وزارة القضاء الصهيونية، وقالت مصادر الحركات اليمينية المتطرفة القائمة على هذا التحرك إن الهدف المعلن لـ « الصندوق» هو «جمع التبرعات لإقامة الهيكل المقدس الثالث بما في ذلك تمويل كافة النشاطات التحضيرية لإقامة الهيكل»، وكان النشاط المشترك الأول لهذه الحركات اليهودية المتطرفة الست، والذي تم في وقت سابق من العام الماضي تمثل في سك وتوزيع قطعة عملة مصنوعة بمبلغ عشرين شيكلاً (8.4دولار) للقطعة الواحدة.
وأشارت الصحيفة إلى إحدى النشاطات الأولى التي سيتم تمويلها من أموال صندوق الجماعات اليمينية ستكون الإعلان عن تنظيم منافسة بين مهندسين لوضع تصاميم لمحيط المسجد الأقصى الشريف في نطاق خطط إعادة بناء الهيكل اليهودي المزعوم التي تعد لها دوائر ومحافل المتطرفين اليهود. وأوضحت الصحيفة أن الحركات اليمينية الصهيونية التي اشتركت في تأسيس الصندوق الذي يقف على رأسه البروفيسور اليميني المتطرف « هيلل فايس» المقيم في مستوطنة واد قانا شمال سلفيت تضم كلاً من "الحركة من أجل إقامة الهيكل المقدس"، "معهد الهيكل المقدس"، حركة "حي وباقي" حركة "هذه أرضنا" حركة «نساء من أجل بيت المقدس»، وحركة «إلى جبل هامور».
وجاء لاحقاً في اعتراف خطير لكرمي غيلون رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني «الشين بيت» السابق «أنه عشية الانسحاب الأخير من سيناء عام 1982 كانت خطة تفجير قبة الصخرة والمسجد الأقصى على أيدي مجموعة يمينية متطرفة جاهزة للتنفيذ غير أن تردد أحد الذين أعدوا الخطة في اللحظة الأخيرة حال دون تنفيذها. وأوضح غيلون في مقال له نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية يوم 25/4/2000 أن القائمين على خطة تفجير قبة الصخرة كانوا ثلاثة أشخاص من المتزمتين أيديولوجيا وهم دان باري ويوشاع بن شوشان ويهودا عتصيون وانضم إليهم فيما بعد شخص رابع يدعى مناحيم ليفني الذي خدم في الجيش في وحدة الوسائل الخاصة لسلاح الهندسة.
وقال غيلون أنه عندما دخلت الفكرة مرحلة التخطيط أصبح هناك حاجة لدخول شخص يفهم بقضية التفجيرات وعندها دخل مناحيم ليفني على الصورة والذي بدأ على الفور بالتخطيط العملياتي لنسف قبة الصخرة. وقال غيلون إن المجموعة نجحت في تلك الفترة في تجنيد 21 شخصاً وباشروا في جمع معلومات استخبارية وقاموا بجولات ميدانية في المسجد الأقصى حتى أن أحدهم تخفى في إحدى المرات بزي كاهن وادعى أنه كاهن فرنسي يقوم ببحث عن المسجد الأقصى ويحتاج إلى دراسة المسافات بين الأعمدة التي تستند عليها قبة الصخرة وقام حراس المسجد بمساعدته واستقبلوه بحفاوة بالغة وساعدوه في مهمته.
وتابع يقول: «وخلال عامين طور ليفني أجهزة خاصة من أجل نسف الأعمدة التي تستند عليها القبة.. وصل إلى الاستنتاج بأنه من الأفضل استخدام مواد شديدة الانفجار».
ولكن هذه المواد التي اختارها ليفني لم تكن موجودة إلا في وحدات الهندسة التابعة للجيش وكميتها تخضع للرقابة، وهنا اضطر ليفني إلى التفكير بوسيلة أخرى وكان الحل في «الثعبان المدرع» وهي وسيلة قتالية كانت سرية في ذلك الحين وهو عبارة عن صاروخ يطلق إلى حقل ألغام مضاد للدبابات يحمل في ذيله كمية كبيرة من المادة الناسفة المختارة.
وقال الكاتب أن ليفني كان يعرف أن «الثعبان المدرع» موجود في وحدات المدرعات وهكذا تسلل مع عدد من أعضاء المجموعة إلى قاعدة مدرعات في هضبة الجولان وحصلوا على المادة الناسفة. وبعدها قامت المجموعة بإعداد العبوات الناسفة التي ستستخدم في العملية حيث أعدوا اسطوانات تفجير لتوجيه الصدى إلى الداخل نحو الأعمدة، وقال غيلون: «لقد عثرنا على هذه العبوات التي تم إخفاؤها في كفار ابرهام في بتاح تيكفا (شمال) بكاملها مغلقة بالبولياتيلين وجاهزة للانفجار». وتقرر وفقاً لغيلون أن يكون مكان تنفيذ الخطة هو باب الرحمة وهو الباب المغلق الذي يتجه للشرق ويقع فوق مقبرة إسلامية لأن ارتفاع السور هناك هو الأقل ولأنه لا يوجد حراس في هذه المنطقة.
وفي نيسان عام 1982 وعشية تنفيذ المرحلة الأخيرة من الانسحاب من سيناء قال غيلون أن « كل شيء كان جاهزاً للتنفيذ.. ولكن مناحيم ليفني تردد في ذلك الحين. وتابع: «لما كان ليفني هو الشخصية الرئيسية في الخطة تم التخلي عن الفكرة وهكذا نجت قبة الصخرة وتمت الحيلولة دون نشوب حرب في المنطقة». وفي عام 1984 اعتقلت الشرطة الصهيونية باقي المجموعة الذين كانوا في انتظار فرصة جديدة لتنفيذ العملية ».
وقبيل وخلال وبعد مفاوضات كامب ديفيد-2 والتي ركزت فيها الأطراف المتفاوضة كثيراً على قضية القدس والأماكن المقدسة، أثارت مصادر عديدة احتمالية الاعتداء على المسجد الأقصى الشريف، وكان من بين أهم المعلومات بهذا الصدد، ما جاء في تقرير نشرته صحيفة هآرتس الصهيونية يوم 25/7/2000، حيث جاء فيه: " أسس الحاخام إسحق هكوهين كوك الحاخام الرئيس لأرض "إسرائيل" قبل خمسين عاماً من إقامة "إسرائيل" المدرسة الدينية «تورات كهنيم» التي اعتبرت مدرسة جيدة بالمقارنة مع المدارس الدينية اليهودية الأخرى في تلك الفترة".
وكتب صحافي انجليزي مسيحي زار البلاد عام 1922م زار بالصدفة المدرسة الدينية، فور عودته إلى بلاده «شاهدت يهودا في القدس يستعدون لإقامة الهيكل المقدس ولن يستغرب من ذلك من يعرف ما تحمله معها النبوءات».
واتسعت منذ ذلك الحين دائرة حركات جبل الهيكل المقدس، وتعمل الآن في الكيان الصهيوني حوالي دزينة من المؤسسات التي تهتم بشؤون جبل الهيكل المزعوم بدءاً من حركة «أمناء جبل الهيكل» القديمة برئاسة غرشون سولومون ومروراً بـ «المعهد المقدس» الذي يبني أدوات الهيكل ويبحث بتاريخه وانتهاء بحركات مثل «حي وقائم» برئاسة عتسيون وحركة «إقامة الهيكل المقدس» برئاسة الحاخام يوسف البوييم التي تعمل الآن من أجل تعزيز الوجود اليهودي في المسجد الأقصى. .
و في خضم عملية التسوية في كامب ديفيد 2 و الذي كان من ضمنه مجرد السماح برفع علم فلسطين فوق المقدسات الإسلامية قال حاخام معروف لطلابه قبل عدة أيام « لا نبكي في هذه المناسبة فقط خراب الهيكل قبل ألفي عام بل ونبكي أيضاً خرابه اليوم» مشيرا إلى ذكرى هدم الهيكل في تلك الأيام.
ولا ينطوي الأسف الذي تستقبل به إمكانية إبداء تنازلات في القدس والمسجد الأقصى بأوساط المتدينين فقط على تعبير عن الهوة القائمة بين الآراء المختلفة في الجمهور الصهيوني، بل ويحمل في طياته أخطاراً كبيرة.
تقديرات «الشاباك»
رسم القسم اليهودي في المخابرات الصهيونية العامة (الشاباك) تصورات مختلفة حول المسجد الأقصى في حال التوصل لتسوية تركز على إبداء تنازلات كبيرة. شاهد باراك هذه الورقة التي ترتكز على تحذيرات من إمكانية قيام يهود متطرفين يظهرون على هامش حركات القدس بمحاولة المس بالمساجد في المسجد الأقصى، وتتناول تحذيرات محددة عدة بؤر أخطار:
أ- مجموعات تتدخل بنشاطاتها أبعاد دينية اعتمد بعض أعضاء التنظيم الإرهابي اليهودي قبل 16 عاماً على «هكيلاه».
ب- توراة السر اليهودي كمصدر روحي لمخططاتهم لدى تخطيطهم لتدمير قبة الصخرة المشرفة، وعلى سبيل المثال اعتقد يهوشاع بن ساسون أنه يجب إزالة المسجد الأقصى من موقعه وذلك لأن غير اليهود يعتبرونه مصدر حياتهم ويشكل المصدر الروحي للعرب ولمخططاتهم الخاصة بالمس بالكيان الصهيوني وبالإمكان اليوم تشخيص وجود مجموعات صغيرة كهذه».
الخلاصة المكثفة
على أرضية ذلك الكم الكبير من المعطيات والحقائق سابقة الذكر والمتعلقة بنوايا ومخططات ومحاولات نسف وهدم وإزالة الأماكن المقدسة في المسجد الأقصى الشريف، لبناء وإقامة الهيكل الثالث المزعوم، فإن مساحة الدلالات والاستخلاصات الأساسية التي يمكن استنباطها ووضع خطوط مشددة تحتها، مترامية لا حصر لها، وهي قابلة للتجدد والتطور بما يتزامن مع تواصل المؤامرات والانتهاكات والجرائم الاحتلالية المستمرة ضد القدس ومقدساتها. ولعله من الأهمية القصوى التوقف هنا، في هذه الخلاصة المكثفة عند الحقيقة الكبيرة الساطعة التي لا يتجادل حول صحتها مقدسيان أو فلسطينيان من أهل الداخل وهي:
- أن القدس تتعرض لعملية تفريغ واستيطان وتهويد جارف لا يتوقف ولا يكل أو يمل، وأن المدينة بالتالي تتعرض للضياع التاريخي والسياسي والسيادي إذا ما بقيت الأوضاع الفلسطينية العربية والدولية على ما هي عليه. والخلاصة المكثفة كذلك: أن النوايا والمخططات والمساعي الصهيونية اليهودية الرامية إلى نسف وهدم وإزالة المقدسات الإسلامية وحتى المسيحية حقيقية وقائمة وفاعلة وتتعاون وتتكامل في تطبيقها على الأرض المقدسية من مختلف الجهات والأجهزة والأدوات الحكومية الوزارية والبرلمانية والبلدية الصهيونية، ومختلف التنظيمات والحركات الإرهابية اليهودية المتطرفة العنصرية السرية منها والعلنية.
والخلاصة المكثفة أيضاً أن احتمالية الإقدام الصهيوني اليهودي على تدمير الأماكن المقدسة، ليست مستبعدة، بل هي متزايدة متفاقمة بالرغم من كل أجواء السلام والتسويات السياسية وعمليات التطبيع الجارية بوتيرة غير طبيعية تهافتية كارثية مخجلة.
- أن القدس التي حرصنا على تأكيد مكانتها وأهميتها التاريخية / الحضارية / الدينية / السياسية لدى العرب والمسلمين والمسيحيين ولدى العالم، يجب أن تكون مرجعياتها في الحل هي ذات المرجعيات العربية والدولية وليست المرجعيات والصيغ الصهيونية من جهة أولى، كما يجب أن تحتل قمة الأوليات الوطنية الفلسطينية والقومية والسياسية العربية والدينية الإسلامية من جهة ثانية.
- إن مسؤولية المدينة المقدسة هي مسؤولية فلسطينية وعربية بالدرجة الأولى وقضيتها ليست فلسطينية فقط، وبالتالي فإن المعركة على القدس من أجل استرجاعها عربية الهوية والسيادة والمستقبل،ليست معركة فلسطينية،ولا يجب أن تكون كذلك ليستفرد بالفلسطينيين كما تشاء دولة الكيان، وإنما هي معركة فلسطينية عربية إسلامية مشتركة، ولا يجوز الفصل بين كل هذه العناصر والارتباطات الملحة الحاسمة في تحديد مصير القدس.
- إن الصراع على القدس ليس حول الولاية الدينية على الأماكن المقدسة فقط وإنما هو صراع هوية وسيادة ومستقبل، وصراع حول أن تكون القدس صهيونية وتحت السيادة الصهيونية، أو أن تكون عربية وإسلامية وتحت السيادة العربية.
فهل يرتقي التعاطي الفلسطيني العربي والإسلامي فالدولي مع ملف وقضية القدس إلى مستوى مكانة المدينة والأخطار الداهمة التي تتهددها باعتبار أنها تتهود يومياً وفي كل ساعة ومعرضة للضياع. فالقدس لنا.. عربية إسلامية الجذور والامتداد والانتماء.
مخططات صهيونية لهدم القصور الأموية
ومن جهة أخرى وفي السياق ذاته المتعلق بنوايا ومخططات الاحتلال الرامية إلى هدم الأقصى وبناء الهيكل فجر مسؤول إسلامي بارز في القدس المحتلة قنبلة جديدة حينما كشف النقاب عن: مخطط صهيوني يستهدف توسيع حائط البراق "المبكى كما يدعون"من الجهة الغربية للمسجد الأقصى إلى الجهة الجنوبية منه بقصد تهويد المكان وتخريب المعالم الإسلامية.
وقال الشيخ ناجح بكيرات رئيس لجنة التراث الإسلامي إن أعمال التخريب والهدم للقصور الأموية جارية على قدم وساق وأن الجهات الصهيونية تسعى من خلال إزالة تلك المعالم إلى تحضير المنطقة لليهود من أجل الصلاة فيها تحقيقا لادعاء يشير إلى وجود مدخل جنوبي لما يسمونه الهيكل. وأوضح بكيرات أن سلطة الآثار الصهيونية أدخلت إلى الموقع آلات حفر مختلفة بمحاذاة السور الجنوبي للمسجد الأقصى وقامت على الفور بهدم عدد من بقايا القصور الأموية وصب سقف باطون وعمل مدرج خاص وتواصل تلك الجهات العمل في الموقع رغم إسلاميته. وحذر الشيخ بكيرات من خطورة الإجراءات الصهيونية التي تهدد المسجد الأقصى.
وقال بكيرات «هناك خوف كبير مما يجري خاصة أنهم يعملون أمام الباب الثلاثي للمصلى المرواني وهو بوابة رئيسية لدار الإمارة والقصور الأموية وهم الآن يزيلون بقايا القصور والأبنية القائمة رغم أن القانون لا يجيز تغيير المعالم إلا أنهم استخدموا الآلات والمعدات وقاموا بصب الإسمنت المسلح.
وأضاف بكيرات قائلاً « في المنطقة التي يعملون بها مغارة تؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى وهناك خطورة من تسلل عناصر صهيونية متطرفة لارتكاب جرائم كما أن تلك الأعمال تناقض الادعاءات الصهيونية بشأن مكان المبكى فمن جهة هم يقولون إنه يقع في الجهة الغربية من سور الأقصى إلا أن أعمال التخريب والحفر تثبت أنهم يحاولون توسيع دائرة ما يسمونه «حائط المبكى» وذلك بهدف إحاطة المسجد وتهويد المنطقة. وناشد الشيخ بكيرات كافة المسؤولين وعلى رأسهم الأوقاف الإسلامية ضرورة التحرك لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة بحق المقدسات الإسلامية مؤكداً أن الأوقاف هي صاحبة الحق في هذه الأماكن وليست دائرة الآثار الصهيونية «صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية 31/8/1999».