مرام الإسلام عضو متالق
عدد الرسائل : 218 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: إنه الله عز وجل !! ج1 الخميس فبراير 26, 2009 2:00 am | |
| تخرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وكان آية في الذكاء ؛ ويحمل تزكيات وشهادات أُخر..ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات ..فلم يوفق لعملٍ بها .. ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة؛ المدينة المنورة ؛ وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها ؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم!..لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا )(1) فقد ذهب إلى أحد المربين الفضلاء ..والمشايخ الأجلاء..من إذا رأيته ذكرت الله..وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله ..ولا نزكيه على الله (2) .. قال:- ذهبت إليه فقلت له :.يا شيخ !ألا تعرف أحداً يوظفني؟! فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي ..ولم يبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى .. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى :- نعم أعرف من يوظفك والله..وفي أسرع وقت ! قلت(وقد علاني الفرح والسرور..) : من هو ياشيخ أحسن الله إليك ! من هو ؟! .. قال الشيخ:_ [/size] إنه الله عز وجل ! قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم .. فنظر إلي الشيخ وقال:- عجباً ! لو قلت لك .. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني..لاستبشرت خيراً..ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير..الذي بيده ملكوت السموات والأرض…وخزائن السموات والأرض ..أراك قد تغير وجهك! وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22) اذهب يا بني إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ؛ وتقرّب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك ! قال:. فخجلت أشد الخجل .. وعلتني الرحضاء .. وودّعت الشيخ وانصرفت.. وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه .. فلما دخلت .. وصليت ما كتب الله لي ..أردت أن أمدَّ يدّي إلى السماء فأدعو .. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرج وأني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور … صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شيء إلاَّ الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض .. في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها .. فقلت في نفسي لمِا لاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي !! فنزلت .. ثم دخلت فاستقبلني رجل ..هش في وجهي عندما رآني .. وهو لا يعرفني (3) .. فقلت له : يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي .. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد . فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبة وقام .. ونظر إليّ وقال:- سبحان الله ..نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ؛ ومن أين جئت ؟! الآن تتوظف أن شاء الله.. قال:.فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع .. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ .. إنه الله عز وجل .. إنه الله عز وجل . حدثني شيخ جليل فاضل وهو الذي أخبرني بقصة (أصغر داعية)(4) قال:- كنت في رحلة دعوية إلى منطقة تبوك في شمال المملكة العربية السعودية فذهبت من الدمام في شرق البلاد بالطائرة ، ولما قضي أمري هناك اتجهت إلى المطار ولم أجد (حجزاً)لا مؤكداً ولا انتظاراً ؛ لكثرة الزحام هذه الأيام على الرحلات ككل صيف . كنت أحمل شفاعة من أخٍ فاضل لي آخر يعمل بالخطوط السعودية بالمطار .. فلما وصلت بحثت عنه بكل ما أوتيت من قوة فلم أجده .. وعُمل له نداءات كثيرة ؛ عبر مكبرات الصوت بصالات المطار فلم يجب، وكنت أجزم أنه متواجد في المطار ولكنه محرجُ لا يستطيع الظهور لكثرة من يرغب السفر ممن يعرف أو لا يعرف من أمثالي . اقتربت لحظة دخول الطائرة والناس فيها ملتفون حول موظف استلام التذاكر ؛ هذا يرجوه .. وذاك يقبّل رأسه .. وهذا يخبره بظروفه القاسية .. وأنا أنظر إليهم فقلت في نفسي بعد أن سجلت اسمي مع ركاب الانتظار : من سابع المستحيلات أن أركب من بين هؤلاء كلهم .. تذكرت أصحاب الغار وحديثهم .. فقلت:. سأبحث في ذاكرتي عن عملٍ لي صالح أدعو الله تعالى به كي يفرّج عني هذه الكربة .. فوالله لقد كددت ذاكرتي طويلاً فلم أجد ! ؛ فاستحييت من ربي .. فقلت:. بدلاً من أن أضيع الوقت في تذكر عملٍ صالح لا جدوى من تذكره .. سأشتغل بالدعاء ؛ عسى الله أن يفرج كربتي .. فمددت يدي إلى الذي ( يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء)(النمل: من الآية62) وألححت على الله تعالى إلحاحاً شديداً .. وفتح الله على من أبواب الدعاء ما جعل لساني ينهمر به كالسيل الدفاق .. فوالله ما هي إلاَّ ثوان معدودة حتى وقف أمامي موظف الخطوط السعودية وأنا لا أعرفه أبداً ولا يعرفني .. والناس محيطونه به من كل جانب يرجونه مساعدتهم ؛ بل حتى زملاؤه يحاولون استعطافه فلم ينجحوا ؛ فإذا به يشير إليّ أنا ؛ وأنا جالسٌ ؛ ويقول : أنا أريد أن أركب هذا ! . قم يا أخي ؛ تفضل ؛ خذ هذه ( بطاقة صعود الطائرة ) .. فالتفتُّ أنا خلفي فقد ظننته يعني شخصاً آخر فإذا به يشير إليَّ أنا ويردد :- أنت ؛ نعم ؛ قم بارك الله فيك ! فقمت ؛ ولم يفاجئني الأمر كثيراً رغم فرحي ؛ لأني شعرت بانشراح صدري عندما ألححت على الله في الدعاء .. وقد كان عمر رضي الله عنه يقول "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء" .. فإذا وفقك الله للدعاء فسيوفقك للإجابة.. لكنني لم أستطع إخفاء دموعي من شدة فرحي بقبول دعائي .. حمدت الله تعالى و شكرته طويلاً ولا أحصي ثناءً عليه .. ثم شكرت ذلك الموظف الذي اختارني من بين جمعٍ غفير من الناس ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .. [size=16] وهذ قصة وقعت لي أنا : كنت قبل سنوات إماماً في إحدى ضواحي مدينة الخبر .. وكان يصلي معي رجلٌ في الخمسينيات من عمره اسمه (محمد عبد الرحمن) يسميه أصدقاؤه (محمدين!) ويكني نفسه (أبا القعقاع) .. هو من أهل السودان الطيبين . كان عامياً لكنه يحمل بين جنبيه قلباً - فيما أرى - قد مُلأَ ثقةً بالله ويقيناً .. جاءني مرة بشاهدي عدل على قصة وقعت له ! فضحكتُ وقلت: أنت لست بمتهم في حديثك حتى تأتي بشاهدين! قال:. كنت أعمل في الرياض ؛ في إحدى القصور الكبيرة في فترة إنشائه .. وكنت مسؤولاً عن تفقد جميع المصاعد والاطمئنان إلى عملها وفي أثناء عملي في نهاية الأسبوع وكان يومَ أربعاء ..دخلت في مصعد من المصاعد أجّرب صعوده وهبوطه .. إذ فجأة توقف بي بين السماء والأرض .. فأصبحت في أزمة عظيمة ! ؛ حاولت إنزاله بكل وسيلة فلم أفلح ! وحاولت أن أصرخ في رفاقي لينقذوني ؛ فإذا القصر خاوٍ على عروشه وليس فيه أحد ؛ كلٌ قد غادر إلى منزله .. كان الوقت قريباً من صلاة العصر .. استطعت بعد جُهدٍ جهيد أن أفتح مصراعي المصعد بكلتا يدي حتى استطعت أن أوجد فتحةً لي قدر ما يُدخل الهواء إليّ .. قلت في نفسي : لعل أصحابي يفقدونني فيعودون ؛ فمكثت أنتظر ؛ فصليت العصر .. والمغرب .. والعشاء .. وقرأت من القرآن الكريم ؛ مما أحفظ منه .. ثم صليت ما كتب الله لي .. ثم نمت واستيقظت الفجر .. فصليت بعد أن تيممت على أرض المصعد .. وصليت ظهر الخميس .. والعصر .. والمغرب .. والعشاء .. كل ذلك وأنا لم أكل شيئاً ولم أشرب .. إلاَّ أن لساني لم يقف لحظة واحدة عن الدعاء والإلحاح على الله .. وتذكرت يونس في باطن الحوت وبكيت ورددت (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: من الآية87).. ثم نمت .. فاستيقظت .. وصليت الفجر .. وظهر الجمعة ……و …هنا بدأت أفقد وعيي .. فأخرُّ على وجهي في المصعد ؛ والله لقد كنت أحس أني آكل وأشرب أثناء إغمائتي .."لا ..مش أي مويه (5) .. من موية النيل .. أنا أعرف طعمها يا أخي" !! .. لم أستفق إلاَّ على السرير الأبيض في المستشفى وحولي .. مدير العمل .. والأطباء .. وبقية الرفاق .. الذين أغلقوا أبواب القصر ظناً منهم ألا أحد فيه .. نظر لي مدير العمل بعين الغضب وسألني :.منذ متى أنت في المصعد .. فأجبته :.من عصر الأربعاء .. فصرخ: كذاب ! فغضبت فقلت : أنت الكذاب .. وكلكم كذابون !! فقال:. لو كنت صادقاً لوجدنا مخلفاتك بعدك .. أمعقول ثلاتة أيام لا بول ولا غائط !! .. قلت بلهجتي العامية: (هذا مو(6) منّك .. هذا من الله عز وجل فسكتَ وسكتَ الجميع كأن على رؤوسهم الطير
| |
|