مشلول سعودي يستعين بالقرآن.. لغزو الصحافة الرياضية
مواجهة صعاب الدراسة
لقاء مع أبو تريكة
تجاوز الإعاقة
عمار هيثم أجرى التقى كبار النجوم ومنهم أبو تريكة
"من المستحيل أن يكون هنالك مستحيل".. بهذه الكلمات القليلة في مفرداتها الكبيرة في معانيها، استهلَّ الصحفي الرياضي السعودي عمار هيثم، قصة كفاحه في تحدي شلله البالغ.
فقد وُلد هيثم في الولايات المتحدة في حالة شللٍ تام ليس فيه من علامات الحياة، إلا عقله ولسانه، لدرجة أن الطبيب الأمريكي الذي أشرف على حالته بعد ولادته لم يتوقع أن يعيش أكثر من عامين، لكنه بلغ الآن الثالثة والعشرين، وزواجه بعد أقل من شهر.
ويعمل هيثم الذي يتنقل بسريرٍ متحرك كاتبًا في إحدى الصحف السعودية المرموقة بعد أن نال درجة البكالوريوس في الإعلام بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف متفوقًا على جميع أقران دفعته.
وما بين الميلاد والتخرج والعمل، تفاصيل كثيرة، تعكس كيف انتقل هذا "اللسان العاقل"، بقوة الإصرار من قيد الشلل إلى عالم الصحافة الرحب.
مواجهة صعاب الدراسة
قبل نحو 18 عامًا تقريبًا التحق عمار بمدارس الولايات المتحدة ثم عاد إلى السعودية التي أكمل بها دراسته حتى الصف الثالث الثانوي بنظام الانتساب لأن المدارس رفضت انتظامه بالدراسة بسبب ظروف إعاقته، فلم يكن يحضر سوى أيام الامتحانات، إلا أنه حصل على 97% والتحق بكلية الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز.
ورغم المضايقات التي لقيها من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب حالته الصحية، إلا انه لم يرضخ وواصل المسيرة حتى أنهى دراسته محرزًا المركز الأول على دفعته بتقدير امتياز.
لقاء مع أبو تريكة
والآن يعمل عمار كاتبًا صحفيًا في الشؤون الرياضية بإحدى الجرائد السعودية، ويقوم أيضًا بالتغطيات الميدانية والحوارات الصحفية وإعداد التقارير الرياضية، ويمتلك قاعدة علاقات واسعة مع الرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي مثل لاعب كرة القدم المصري الشهير محمد أبو تريكة، كما أنه عضو شرف في نادي الأهلي السعودي.
ويقول عمار إنه يعمل في هذا المجال لأنه من عشاق الرياضة، كما أن مهنة الصحافة فيها نوعٌ من التحدي، ويطمح بجانب الكتابة أن يعمل في إحدى القنوات الرياضية أو يستضاف لتقديم تعليقاته وتحليلاته، خاصةً بعد النجاحات الكبيرة الذي صادفت حواراته وتقاريره الصحفية.
تجاوز الإعاقة
وعن عوامل نجاحه وتجاوزه ظروف الإعاقة، يقول عمار إن هناك أمورًا ثلاثة ساعدته في التغلب على الإعاقة، أولاً حفظه للقران كاملاً، حيث كان له الأثر البارز في تقبل الإعاقة بصدرٍ رحب.
أما الأمر الثاني هو تعامله مع الإعاقة بتجاهل، أي وكأنها ليست موجودة، وهذه كانت أولى خطوات النجاح لأنه كان على قناعه تامة بأنه لا يختلف عن أي شخص، والأمر الثالث هو أن الله حباه بأسرةٍ مثقفة وعلى وعيٍ، مما كان لها الدور الأكبر في إعانته.
وأكثر ما يسعد هيثم هو أن يستفيد الآخرون من تجربته، وأن يتعلموا أن الحياة ليس فيها مستحيل وأنه لا يأس مع الحياة، ولذلك سوف يطلق قريبًا موقعه الإلكتروني الذي يتضمن كل شيء عن حياته حتى يكون على تواصل بالآخرين ويقدم لهم الاستشارات الاجتماعية.
أما أكثر ما يحزنه "هو وجود شباب في مقتبل العمر بصحة وعافية ويملكون جميع الإمكانيات وتراهم ضائعين وفاشلين لا يعلمون ماذا يريدون".