[b]إصابته بالشلل لم تمنعه من مواصله تعليمه
شعبان عطية يتحدى العوز.. ويصبح أستاذا بالأزهر
بالإقناع.. أصبح معيدا دكتور عطية انتصر على ظروفه بالصبر والعزيمة
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر.. هذا هو التوصيف الحالي للدكتور شعبان عطية ابن محافظة الفيوم جنوب القاهرة، لكن هذه الدرجة العلمية لم تأتِ إلا بعد سنوات من الجهد والمشقة.
فقد أصيب الطفل شعبان وهو في الرابعة من عمره بحمى صاحبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة أدت إلى شلل قدمه اليسرى وضمور قدمه اليمنى، الأمر الذي حرمه من الالتحاق بالمرحلة الابتدائية، نظرا لصعوبة وصوله إلى أقرب مدرسة ابتدائية حيث لم يكن بقريته مدرسة.
لكن شعبان لم ييأس من الانضمام لقافلة التعليم، فالتحق بكُتّاب قريته الذي شاء الله أن يجعله بوابة عبوره من جديد للتعليم؛ حيث أعلن الأزهر في حينها عن فتح باب الالتحاق بالمرحلة الإعدادية لمن يحفظ قدرا من القرآن الكريم دون التقيد بالحصول على الابتدائية.
وبالفعل تمكن شعبان من الالتحاق بالإعدادية الأزهرية عبر هذه الفرصة ليسابق الزمن بعدها متنقلا بتفوق من الإعدادية إلى الثانوية حالما بأن يصبح في يوم من الأيام أحد أساتذة علوم القرآن بجامعة الأزهر.
غير أن ضيق ذات اليد والعوز المادي الذي عانت منه أسرته مَثَّل صعوبة أخرى في طريق تحقيق شعبان لطموحه، فقد توفي والده العائل الوحيد لأسرته وهو في الصف الأول الثانوي، وكان عليه إما أن يعمل مجرد مقيم شعائر بأحد مساجد قريته بعد حصوله على الثانوية أو أن يدبر بنفسه معظم نفقات دراسته، فاختار الطريق الأصعب.
بالإقناع.. أصبح معيدا
وفي القاهرة، التحق شعبان بكلية أصول الدين مجبرًا على أن يقيم في المدينة الطلابية رغم بعدها عن الكلية لقلة نفقاتها، فكان يمشي من المدينة إلى الجامعة حتى يوفر النفقات، رغم صعوبة ذلك عليه لظروف إعاقته.
وبهذا الجد حصل على ليسانس أصول الدين بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، حاصدا المركز الأول على دفعته، إلا أن تفوقه لم يشفع له عند إدارة الجامعة لكي يعين معيدا بالكلية، فقد اعترضوا على ذلك بحجة أن ظروفه الصحية لا تسمح له بالقيام بأعباء مهنة التدريس في الجامعة كما يجب.
إلا إنه أصر على حقه في التعيين، طالبا منهم أن يعطوه الفرصة لكي يحاضر أمامهم، فإن لم يقتنعوا بقدرته على العطاء والإقناع سوف يسحب طلب التعيين، وبالفعل اقتنع الحضور بمهاراته التدريسية ليبدأ مشواره العلمي من جديد.
وما إن تم تعيينه في أغسطس 1992 حتى راح يحصد الدرجات العلمية العليا بنفس مستوى التفوق حتى حصل على الدكتوراه بتفوق 2001، كما أنه الآن يعد أحد أشهر الخطباء في كبرى مساجد مدينتي القاهرة والجيزة.[/b]