ayat mohamed عضو نشيط
عدد الرسائل : 71 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 30/10/2008
| موضوع: تعلم من تجربتي الأحد ديسمبر 07, 2008 11:30 pm | |
| وصايا إلى الشباب الذي يعاني من الفراغ العاطفي الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد,فقد لاحظت أن في مجتمعنا ظاهرة ابتلاء الشباب أو بعضهم بالوحدة و الفراغ العاطفي و الشعور بالحزن و النقص, الحرمان وغير ذلك من المشاعر السلبية, فتعجبت أن تلك الحالة لا تخصني أنا و حدي فالكل يشكو من ذلك. لهذه الحالة الوجدانية أسباب: -ضعف الروابط الأسرية بين الشاب و باقي أفراد العائلة, مما جعله يشعر بالوحدة و الأنانية. -كثرة الفراغ في وقته و عدم ملأ الوقت بما ينفعه في دينه و دنياه. n -ضعف صلة الشاب بربه و علاقته بدينه و وقوعه في الغفلة و قسوة قلبه. -تأثر بلغة الإعلام الفاسد الذي يشيع ثقافة الحب الزائف عن طريق الأغاني الماجنة و البرامج الهابطة و الرواية الساقطة. -تأثره بالبيئة الفاسدة التي حولته من أصحاب السوء. -إسرافه على نفسه بالذنوب و أسره تحت سلطان الشهوة و ظلمة المعصية. إن وقوع الشاب في هذه الحالة واستسلامه لها, يدفعه إلى الهروب من واقعه الذي يعيشه إلى عالم الأوهام و الضياع بتعاطي الممنوعات و السفر إلى بلاد الفساد, و البحث عن العلاقات المشبوهة, ظنا منه إن هذه الوسائل تحل مشاكله و تشبع رغباته وتروي طموحه و اهتماماته. إن الشاب له طاقة كبيرة و اهتمامات متنوعة و مراهقة شديدة في الكثير من الأحيان,يجب توجيهها في المجالات النافعة و البرامج المفيدة و احتوائها بما ينفع البلاد و العباد,و إلا أدت إلى مفاسد عظيمة و آثار سيئة على المجتمع في الجانب الأخلاقي, الأمني, الديني و الاجتماعي. إن الشاب يجب عليه أن يسعى جاهدا في إصلاح نفسه و حل مشكلته و الخروج مما يعانيه من وحدة و فراغ, و أن لا يستسلم لأوهامه و خيالاته, فهو يتمتع بقدرة و نوع من الحرية و الاختيار و القرار, أكثر مما تتمتع به الفتاة, مما يجعل المسؤولية عليه أعظم. و مما يعين الشاب على ذلك, العمل بهذه الوصايا الحسنة: - أولا:عليه بالإكثار من دعاء الله بالهداية, السداد, انشراح الصدر و التوفيق للطاعة. - ثانيا:عليه بالإقبال على تلاوة القرآن بتدبير, تعقل و تفهم و الإكثار من الذكر. قال الله تعالى:"الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بكر الله تطمئن القلوب ". - ثالثا:الحرص على صحبة آهل الخير و مجالستهم غالب الأوقات, قال الله تعالى:"و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا" - رابعا:شغل الوقت بالبرامج المفيدة و النشطة العملية من الرياضة, القراءة و الفنون المباحة و الانصراف إلى الجد, الاجتهاد و الابتعاد عن الكسل, الراحة و كثرة اللهو. - خامسا: المبادرة بالزواج المبكر,فإذا كان قادرا على ذلك, فانه يملا فراغه و يشبع رغباته و يحميه من مساوئ الأخلاق و الرذيلة, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" يا معشر الشباب, من استطاع منكم البائه فليتزوج"متفق عليه. - سادسا: إن يصرف عاطفته و محبته إلى محبة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و محبة ما يقرب إليهما، فان انصراف القلب إلى ذلك، يملا و يجمع شتات قلبه و يحميه من الأوهام و الظنون الكاذبة. - سابعا: مجاهدة النفس بفعل الفرائض و الإكثار من النوافل و اجتناب المحرمات، فان الطاعة لها أثرا عظيما في تزكية النفس و صلاح القلب و انشراحه و طرد الهموم و الأحزان.قال الله تعالى:"و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين". - ثامنا: الابتعاد و الفراغ عن كل ما يقوي الشهوة و يهيجها و يثير المشاعر من وسائل الفتنة و البيئة الفاسدة، فان الابتعاد عن ذلك يسكن القلب و يهدا الروح. و أخيرا ينبغي على الشاب أن يستفرغ وسعه و يبذل جهده في علاج قلبه، و إصلاح نفسه و يستعين بالله و يحسن التوكل علية، و يعتمد على نفسه بعد الله، و لا يكون أسيرا للأوهام و الشكوى و الوساوس، و ربما يجد مرارة و الم في ابتداء العلاج و بداية الطريق الصحيح، و لكن ذلك سيزول عما قريب، إذا فتح الله على قلبه و ذاق حلاوة الإيمان و خالط بشاشة قلبه. اسأل الله أن يصلحنا و يصلح الشباب المسلمين و يملا قلوبنا و قلوبهم بالإيمان و الحكمة، و ينزل علينا و عليهم الخشوع و السكينة، و يجعل حياتهم سعادة حافلة بطاعة الله. | |
|