هزم العمى.. وأصبح أشهر مترجم لبناني
صعوبات المهنة
لم يستسلم لفقدانه البصر بل يعمل بجد ودون كلل.. إنه "جريس خوري" ابن الاثنين وخمسين عاما، الذي ذاع صيته في لبنان في ترجمة الكتب والمقالات جراء مصداقيته ودقته في نقل المعلومة من لغة إلى أخرى.
خوري الذي فقد بصره إثر حادث أليم وهو في الرابعة من عمره، تخصص في علوم اللغة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية في بيروت، واستطاع أن يصبح مترجما بارعا، يتفوق في كثير من الأحيان ببصيرته على من طالتهم منة البصر.
وإلى جانب مؤلفاته الخاصة، فإن كثيرا من الموسوعات العلمية والمنشورات الثقافية التي قام بترجمتها تشهد على براعته في الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية، والعكس.
وعن أسباب توجهه لهذا المجال يقول خوري لنشرة أخبار mbc: "أكثر شيء دفعني لهذا العمل رغبتي في ألا أكون عالة على أحد، هذا أهم شيء.. أريد أن أثبت نفسي، وأؤكد أني مثل أي إنسان آخر".
صعوبات المهنة
وعن آلية أدائه للعمل فإن خوري يستعين بجهاز مسجل صغير لتسجيل النصوص التي يريد ترجمتها بقراءة الكمبيوتر ثم يستمع لها على مهل ليقوم بترجمتها بعد ذلك ليكتبها بنفسه على الكمبيوتر.
أما عن الكتب الكبيرة والدسمة، فإن زوجته تقوم بقراءتها عليه ليكتبها بلغة برايل أولا، ثم يبدأ في ترجمتها أيضا.
وتعرب زوجته "نجاة" عن سعادتها باعتماده على نفسه بقولها: "إن خوري متفائل ومستقل بذاته، قلما يطلب شيئا مني.. كل شيء تقريبا يعمله لحاله".
أما عن الصعوبات التي يواجهها خوري في هذه المهنة فيقول: إن "عملية الترجمة تتطلب مني وقتا أكبر من غيري، كما أن مردودها المادي في مقابل الوقت والجهد الذي يبذل فيه قليل".
ورغم ذلك، إلا أن خوري نجح أيضا في اختراق عالم الكتابة من باب التصنيف في موضوعات تتعلق بقضايا فاقدي البصر والتحديات والمشكلات التي تواجههم وكيفية التغلب على تلك المشكلات.
كما أن خوري يؤكد أنه هذه الصعوبات لن تمنعه من أن يكون حلمه هو الاستمرار في نقل معنى الكلمة من لغة إلى أخرى دون أن يراها ليثبت للناس أن الأعمى من كان أعمى البصر لا البصيرة.