( يا فتاة الإسلام )
إذا أردت السلامة, والعز والشرف , والفخار , والسعادة في الدنيا والآخرة , فاعملي بدين الإسلام كله عقيدةً, وعبادةً وأحكاماً , وأخلاقاً , ومن أحكام دين الإسلام وجوب التستر والحجاب عند الرجال الأجانب, ومن أحكام دين الإسلام , القرارُ في البيت , طاعةً لله , وامتثالاً لأمره. قال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}() يا وليدة الفطرة ( ويا فتاة الإسلام) قري في بيتك ’ ولا تخرجي منه إلا لضرورة , وحاجة ماسة .
(أيتها المسلمة) أنت زينةُ البيت , وسراجه الوضاء أنت نصف المجتمع , وأنت الجدة و الأم , والبنت , والأخت , وأنت بقدر الله , وأمره مربية الأطفال , وأنت أم الرجال العباقرة و والأبطال , وأنت عظيمة , وأنت أمُ الأنبياء والمرسلين , ووالدةُ الحكماء , والعظماء , والعلماء , والصالحين , والمتقين ( أنت أمَةَ الله ) في الإسلام محترمةد
وموقرة , ويأتي إن شاء الله لهذا المبحث زيادة إيضاح وبيان , نعم يا أخت كل مسلم , أنت عامرة ُ البيت ونوره , وزهاؤه , وجماله , فمتى خرجت من البيت أظلم ’ وتسرب إليه الخراب وأنهار , والسعيد من وعظ بغيره , والشقي من وعظ به غيره , فالمرأة الأوربية , والأمريكية , وغيرها من بلاد الكفر , لما خرجت تزاحم الرجال في أعمالهم التي تليق بهم , وغير لائقةٍ بها , تفككت الأسَرُ, وتناثرت العوائلُ
,وسادت الفوضى , وفسد المجتمع , واختل توازنُهُ , وأصابة الشلل , وتكدرت الحياة , وعزت النجاة , وهكذا كان , وهكذا يكون كل من خالف شريعةَ الإسلام , وخالف الفطرة , والعادةَ الحسنة , سوف يضيعُ , وينهارُ , ويتدهور ,
ويقع في مزالق الهلكة , وسوف تتسرب إليه الكوارثُ , والهموم , والأحزان .
(أيتها المسلمة) الشريعةُ الإسلامية أحكامها حكيمة, وأهدافها سامية ,
فمن أجل سلامة المجتمع من التدهور , والشذوذِ , والضياع , والانحراف ( حجابُ المرأة وتسترها واجب) في شريعة الإسلام , وفي أثناء هذا الكتاب , وتحريم التبرج والسفور , ومن ذلك الآية المشهورة بآية الحجاب ,
وهي قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }()
ويرى بعض علماء التفسير , أن آية الحجاب هي قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} ()
ومن الذين يرون أن هذه الآية هي آية الحجاب , الشيخ عبد الرحمن السعدي , فأنه قال : بعد سياق هذه الآية في تفسيره هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب .
( يا أخت كل مسلم )
كوني يا أخت كل مسلم , كما أراد الله لَكِ , وكما أراد لَكِ الرسولُ صلى الله عليه وسلم , كوني حرة , درةً مصونة , فعملك بدين الإسلام , كله عقيدةً وعبادةً , وأحكاماً وأخلاقاً , هو عزُكِ , وفخرُكِ , وسعادتك في الدنيا والأخرة , والإسلامُ , نهى عن السفور والتبرج , ونهى عن التفرنج ,
والتغنج , والخنوع , بالفعل أو القول للرجال الأجانب , حفاظاً وصيانةً للنساء عن الفتنة , والفساد .
( يا بنت الإسلام ) الإسلامُ يُرِيْدُكِ لكِ, ودعاتُ السفور , التبرج يريدونك لأنفسهم , الإسلام في جميع أحكامه , هو في صالحك , الإسلامُ يدعوك إلى أن تكوني مصونة , عفيفةً كريمة , يدعوكِ إلى الحجابَ والتسترِ , والاحتشام.
(أيتها المسلمة) كوني على حذر , فمن دعاك من شياطين الإنس , إلى التبرج والسفور وعدم الاحتشام , وإلقاء جلباب الحياء , وعلى سبيل العموم من دعَاكِ إلى ما لا يجوز شرعاً , فقولي قولاً يسجله لكِ التاريخُ , قولي بصراحةٍ, وشجاعةٍ , لا سَمْعَ , ولا كرامَةَ ,ولا طاعةَ لمن يدعوا إلى أسباب الشر , والفساد.
ومن المعروف أن بعض بلاد الإسلام فيها أناس من أذناب الماسونية , ويخدمون الصهيونية اليهودية , شعروا بذلك أو لم يشعروا , هؤلاء المغرورون , يدعون إلى سفورِ المرأةَ , وتبرجها , ويدعون إلى المسارح , والمراقصِ , والسينماءِ , والخمرِ , والزمرِ , والدعارة , والعربدة.
ويدعوا دعاة الشر والفساد , إلى اختلاط المرأة بالرجال , الأجانب , ومزاحمتهم , في المكتب , والمتجر , والمصنع , وحتى أعداءُ الإسلام , والمسلمين يدعون إلى الاختلاط في فصول الدراسة , وكما هو معروف , هذه هي المحنة الكبرى , والمصيبة العظمى , وإن شاء الله يأتي لهذا المبحث زيادة إيضاح وبيان .
( يا فتاة الإسلام) ويا أخت َ كل مسلم , العفافُ والنزاهةُ , وطهارةُ الأخلاق , والتستر , والحجابُ , ولباسُ الحِشْمةِ, من أجَلِّ وأجْملِ ما تحلَّى به المرأةُ المسلمة.
( أيتها المسلمة ) أنت في حجابك , في ستر مكينٍ, ودرعٍ متينٍ , وحصنٍ حصينٍ , ومكانٍ أمينٍ , وفي عز ٍ وشرفٍ , وخير وسعادة , فداومي على ذلك , وأعتزي به في كل مكان , اعتزِي يا بنت الفطرة , بالتستر والحجاب , لأنه طاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم , والله الموفق , والهادي إلى طريق الرشاد ,
( وقد أجاد من قال)
أنّ الـبـنـاتِ الـمُسْلِماتْ دَوْمـاً يُـرَيْـنَ مُـحَجَّبـاتْ
وبِـدِنْهِنَّ ومـا بـه أمَـرْ مِـنْ عِفـةٍ مُـسْتَمْـسِكـاتْ
يَـرْفَضْـنَ كُلَّ خَـصْـلَـة لا تَـرْتَـضِيـها الأمَّـهـاتْ
لِلْخَـيْـرِ هُـنَّ فَـواعِـلٌ وَعَـلى الصَّـلاَةِ مُـحـافِـظاتْ
( الحِجِابُ فِيْهِ الْعِزُّ والشَّرَفُ)
(يا فتاة الإسلام ) الله الله في حجابك , فإنه حِصْنُكِ الحصين عن العيون الآثمة المريبة.
أيتها المسلمة : لا تغتري بالمغرورات قليلات الحياء, أنت في زمن طغت فيه الرذيلة على الفضيلة فالحذرَ الحذرَ من
أزياء النساء الخليعة الفاضحة , التي هي من أسباب الشر والفساد.
يا بنتَ الإسلام : إن كنت متحجبةً متسترةً تلبسينَ ثيابَ الحِشْمَةِ والوقار , فاغتبطي بذلك وداومي عليه , وأكثري من حمد الله وشكره , وإن كنتَ من المتبرجات ِ السافراتِ , المتمردات على شرع الله وأحكامه , فخافِ الله يا أمة الله , فإنك بهذا الفعل تعرضت لعقاب الله وأليم عذابه.
يا أمة الله : لا تكوني مَشُومَةً على المجتمع المسلم, لا تساعدي الماسونيةَ اليهودية على فساد مجتمع مسلم , فإن
المرأةَ الجاهلية المغرورة , إذا تبرجت وألقت عنها جلبابَ الحياء , فإنها بذلك تكون مِعْوَلَ هدمٍ, وآلَةَ تخرِيبٍ, فإنها بذلك أي بسفورها وتبرجها تقود أمةَ الإسلام إلى الحضيض الأسفل, تقودُ الأمة إلى هُوةٍ مظلمةٍ سحيقةٍ,بعيدَةِ المدى, تقود الأمة إلى فسادِ الأخلاق , ولا خير في أمة فسدت أخلاقُها.
(أيتها المسلمة) حافِظِي على الحجابِ صُونِي وجْهَكِ عن الفُسَّاقِ , والأنْذال , والأرذال , احتجبي عن كل أجنبي , كوني كما أرادَ الله لكِ , وكما أرادَ لكِ الرسولُ صلى الله عليه وسلم , كوني خيرَ خلفٍ لخير سلف , كوني يا أمة َ الله قدوةً حسنةً لأخواتِك , وزميلاتك , وبناتك, فقد قال صلى الله عليه وسلم , من سن في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء , ومن سن في الإسلام سنةً سيئة ً كان عليه وزرُها , ووزرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء () ونتساءل مع سافرات الوجوه للرجال الأجانب ,
فنقول هل هذا هو فعلُ أمهاتِ المؤمنين , وفعلُ الحرائر من نساء الصحابة , والتابعين.
الجواب ليس السفور من فعل أمهات المؤمنين , ولا من فعل نساء الصحابة , والتابعين , فكما أن الحجاب واجب على أمهات المؤمنين فهو واجب على جميع نساء
المسلمين , ويأتي ذلك إن شاء الله عند ذكر الأدلة من الكتاب والسنة.
فيجب على كل مسلمة , أن تَحْذَرَ وتُحَذِّرَ من التبرج والسفور , ومن اختلاطِ المرأةِ بالرجال , فكم من جرائم ارتكبت , ومن أعراضٍ انتهكت , وأحزانٍ , ومصائبَ , وجدت , وسبب ذلك , هو السفور والاختلاط .
لا تناسون من خالص دعائكم وأسأل الله تعالى ان يثبت قلب كل مسلمة على دينه ويفرج على كل قانطة وان يستجيب لكل سائلة.....اختكم في الله أمينة....