نداء الأقصى
إذا وصل النباح إلى السحاب
فليس العيب في نبح الكلاب
فلولا الأسد نامت ما استفاقت
تعيث فسادها في كل غاب
أنا الأقصى الذي شدت إليه
رحال الخير من كل الشعاب
أنا مسرى الرسول أنا المبارك
أنا المذكور في نص الكتاب
وبي أمّ الرسول الأنبياء
أنا المعراج يبدأ من ترابي
أنا قلب العروبة فاستفيقوا
بنات الدهر لم تبدل إهابي
أيعقل أنني يا قوم أبقى
أصارع كل ذي ظفر وناب
وهذا السوس واجهته عظامي
وطير البوم ينذر بالخراب
يعض أناملي الذئب الغدور
وكان الغدر من طبع الذئاب
عدت نحوي جموع الحقد تترى
وصار قلبي في مرمى الحراب
تضئ الليل نيران القنابل
تريك الشيب في ريش الغراب
ألا هبو ألا لبوا بهذا
علا صوت المآذن والقباب
أذيقوهم عذاب الهون هيا
إلام السيف يقبع في القراب
وقد لبى النداء جنود عز
وقار الشيب في عزم الشباب
ملائكة ولكن من تراب
وآساد ولكن في ثياب
بني العزل قد لبوا ندائي
بأرواح سمت في كل باب
وإخوان لهم خلف الحدود
يثير دموعهم هول المصاب
وتمنعهم جيوش العرب قهرا
وقد ألفوا ظهورا على الصعاب
ولكن غلت الأيدي فلبوا
بنجوى القلب أو فصل الخطاب
ولاة الأمر ماذا قد دهاكم
لمطعمكم فرغتم والشراب
إلى كأس المدامة والمعازف
إلى ليل المعاصر والكعاب
وطاب لكم شراب الهون سحقا
لمن رضى المعيشة كالدواب
ومن زرع المهانة في فؤاده
فليس له سوى حصد السباب
نسيت بأنكم ناس وأهلي
فمن يتخل يسقط من حسابي