السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتني هذه القصيدة...فأبيت إلا أن أشارككم بها...هدية لكل فلسطيني حر يذود عن عرضه وعرينه...تحية لكل غزي شهم أبي لا يرضى ذلا ولا انكسار حتى وهو يقبع تحت الحصار...أقدمها لكم وأرجو أن تنال إعجابكم
...
نفسي الفداء لكل غزي حزين ...قتل الأهل جميعا إذ كان يحمي الآخرين...يحمي بشبر تحت كعبيه اتزان العقل معنى العدل في الدنيا على إطلاقه...يحمي أناسا أجمعين ...حتى مماليك البلاد القاعدين ... والحرب واعضة تنادينا لقد سلم المقاتل و الذين بدورهم قتلوا...نعم هذا قضاء الله لكن ربما سلموا لو كان الجميع مقاتلين....نفسي الفداء للشباب الملثمين...إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يفوح من أدنى لأعلى مثل آيات هنا تتلى...جوعونا مثلما شئتم فإن الخبز والصمود يصنع ها هنا تحت الحصار ... نفسي الفداء للمقاتلين شموس تسير في أنفاق تحت البيت لعل الجند ينخدع...حيث الصباح هنا يطلع من يد ليد بديلا عن صباح أعدمته طائرات الظالمين...في غزة...في غزة السماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول ...ألف جديلة بيضاء نحو الأرض تسعى ألف أفعى ...و السماء من هولها تكاد أن تنقض كالمبنى القديم...وتطلب الأيدي لنعدل ميلها وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين....يا أهل غزة ما عليكم بعدها و الله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين....في غزة...في غزة جذع زيتون من البلد الأمين ... أضحى يقلص ظله كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بقعة من ماء مهين...فهو يخشى أن يستظل بظله جند من القاتلين ....ويقول إن قطعته دباباتهم في زحفها نحو المدينة لااااااااااااااااا يهم...على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي..وتلك نبوءة قد كان يفهمها الغزاة من غزاة أسبقين...هذي بلاد الشام كيف تقوم فيها دولة عاشت عداوتها مع الزيتون ياااااا حمقى ؟؟؟ولكن عذركم معكم فأنتم بعد ما زلتم غزاة محدثين...نفسي الفداء للمسعفين المنحنين تحت المباني ولم يكونوا منحنين و يقول أحدهم هل من أحد هنا ؟ فيجيب صوت الصوت قد قتلوا جميعا واقفين و هناك أنين تحت قبة حيث الأنين علامة الأحياء و يمعنون السمع تحت القصف تخفى و تظهر يبعدون الحجارة لا أحد هنا تبدو يد أو ما يشابهها هناك و ينتشلون الجسم رغم تشابه الألوان بين رمل وإنسان كالذكرى من النسيان كالمعنى من الهذيان تطلع أمة و كأنما هي آية منسية يا دهر فلتتذكر الموت هنالك سبعة في الطابق الثاني.. ثمانية بباب الدار و خمسة على الأشجار و ستة على الأسوار و تسعة من الأطفال ماتت أ مهم وبقوا بلا خبز و لا ماء فقل للموت يا هذا استعد جهز دفاعك فإنهم قدموا إليك مكفنين و غاضبين.....في غزة ....في غزة عائلة جمع الجنود صغارها و كبارها في زاوية قالوا لهم أنتم هنا في مأمن من قصفنا و مضوا... ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعد و يأمر بعدها دبابتين بأن يسوى كل شيء بالتراب لعل طفلا لم يمت بالقنبلة الأولى و يأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطئ على جثث الجميع يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى ربما قاموا يحدث نفسه في الليل يعود ثانية لنفس البيت يقصفه و يقنع نفسه ماتوا بكل طريقة ماتوا و الله إنهم ماتوا و يسأل نفسه: لكن، ألم أقتلهم من قبل ؟ من ستين عاما نفس هذا القتل ؟ نفس مراحل التنفيذ ؟ لست أظنهم ماتوا.... ويطلب طلعة أخرى من الطيران تنصره على الموتى و يرفع شارة للنصر مبتسما على العدسات منسحبا سعيدا أن طفلا من أولائك لم يقم من تحت أنقاض المباني كي يعاتبه و يسأل نفسه في الليل : مازال احتمالا قائما أن يعودوا....فيضئ ليلته بأنواع القنابل سائلا قطع الظلام عن الأشلاء وأهلها ماذا بقلبك تسمعين؟ فتجيبه لم ألق إلا قاتلا قلقا وقتلى هادئين .....نفسي الفداء للصغار النائمين بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين.....قل للعدو: أراك أحمق ما تزالْ ..... فالآن فاوضهم على ما شئت... واطلب منهم وقف القتال.. يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة إلى العين الكحيلة ... من سنين...أدري انك لا تخاف الطفل حيا إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين
نفسي الفداء للصغار السائلين الساهرين العاطشين الجائعين المكلومين المحاصرين من الأقربين ......الآكلين الشاربين المالكين النيل و الوادي و ما والاهما ملك اليمين الزانيين الظالمين الشائبين الصابغين شعورهم فمعمرين ...من أين يأتيكم شعور أنكم ستعمرون إلى الأبد؟؟... عيشوا كما شئتم ليوم أو لغد لكنني صدقا أقول لكم فقط من أجل جمالكم إن كنتم غدا في شاشة التلفاز كونوا شالحين.......
تحياتي
أريج الجنة الحمساوية